شباب الصين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحسين حالاتهم النفسية

الثلاثاء 27 مايو 2025 - 02:09 م

شباب الصين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحسين حالاتهم النفسية

منى شاهين

كانت آن لي، البالغة من العمر 30 عامًا، تشعر بالقلق قبل الفجر بعد تشخيصها بمشكلات صحية خطرة. ومع عدم وجود أصدقاء بجانبها ولا رغبة في إخبار الأسرة، لجأت إلى الذكاء الاصطناعي من أجل الحصول على مساعدة.

أوضحت لي أن الحديث مع الآلات كان أكثر سهولة في الليل كما أوردته صحيفة الغارديان اللندنية.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت شابة صينية تعرف باسم "يانغ" وتبلغ من العمر 25 عامًا تستخدم "روبوتات" الذكاء الاصطناعي بدلاً من زيارة الطبيب النفسي.

تحدثت يانغ عن صعوبة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، مما جعلها تستبدل الحديث مع الأسرة أو الأصدقاء بالتفاعل مع "روبوتات" المحادثة ليلاً ونهاراً.

يبدو أن آن ويانغ ليستا الوحيدتين، فعدد متزايد من السكان الناطقين بالصينية يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي بدلاً من المعالجين المحترفين البشر.

يقول الخبراء إن للذكاء الاصطناعي إمكانات عظيمة في مجال الصحة النفسية، لكنهم قلقون من مخاطره كبديل عن الأطباء المتخصصين للحصول على المساعدة.

هناك نقص في الإحصاءات الرسمية، لكن ملاحظات أخصائيي الصحة النفسية بالصين وتايوان تشير إلى زيادة اللجوء للذكاء الاصطناعي قبل استشارتهم.

تُظهر تحليلات عالمية نُشرت في مجلة هارفرد بزنس ريفيو أن المساعدة النفسية باتت سبباً رئيساً لاستخدام "روبوتات" الذكاء الاصطناعي بين البالغين.

شهدت الصين ارتفاعاً في معدلات الأمراض النفسية، خاصة بين الشباب، مع نقص في الوصول إلى الخدمات الطبية لتلبية هذا الطلب المتزايد.

وأشار مستخدمو "روبوتات" الدردشة إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعدهم على توفير الوقت والمال ويساعد في تقديم إجابات ملائمة.

إضافة إلى ذلك، قالت الدكتورة يي هسين سو من تايوان إن الذكاء الاصطناعي يقدم بشكل ما دعمًا للمجتمع الذي يعاني من وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية.

ذكرت سو أن الجيل (زد) أكثر استعداداً للحديث عن مشكلاتهم، لكن لا يزال هناك الكثير ليتم عمله لتحسين الوضع.

في تايوان، يُعتبر "شات جي بي تي" من أكثر "روبوتات" الدردشة شيوعاً، بينما في الصين حيث يواجه حظراً، يلجأ الناس إلى حلول محلية مثل "بيدو إيرني بوت".

ورغم التطور السريع لهذه التقنيات، تختلف تجارب المستخدمين حيث ذكرت آن لي أن "شات جي بي تي" يفتقر إلى الفهم العميق.

علقت لي بأن الذكاء الاصطناعي قد يوفر الإجابة السريعة، بينما تُفقد عملية الاكتشاف الذاتي.

من ناحية أخرى، أشارت نابي ليو، التي تعيش في لندن، إلى رضاها عن التجربة مع "شات جي بي تي" ووصفته بأنه يستجيب بجدية.

بينما لم تكن يانغ متأكدة من حاجتها لتدخل مهني أم لا، واكتشفت في النهاية أنها قد تحتاج لتشخيص طبي حقيقي.

في النهاية، ينظر مستخدمو "روبوتات" الدردشة في الصين إلى الذكاء الاصطناعي كخيار محافظ في ظل الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.


مواد متعلقة