الجدال يحتدم في رومانيا: "البَلوزة التقليدية" بين السياسيين والقوميين
الإثنين 02 يونيو 2025 - 06:05 م

يتبني القوميون في رومانيا بلوزة مطرزة تقليدية يرتديها القرويون، خاصة النساء، كشعار لهم، بينما يصرح الليبراليون بأن القوميين صودرا هوية ثقافية تخص جميع أفراد المجتمع وليس للقوميين الحق في السطو على الرموز الوطنية.
هذه البلوزة، التي أصبحت رمزاً للهوية الرومانية، ألهمت الفنانين مثل هنري ماتيس في لوحاته المبدعة، والمصمم إيف سان لوران في تصاميمه الخلابة، وارتدتها النجمة البريطانية أديل في جلسة تصوير لمجلة فوغ، واستخدمتها علامة لويس فويتون في إحدى مجموعاتها الفاخرة.
مؤخراً، جذبت هذه البلوزة قاعدة جديدة من المعجبين، وهم سياسيون قوميون يفترضون الأزياء الشعبية كرمز للإخلاص للوطن وتقاليده.
علامة تجارية سياسية أصبحت البلوزة المسمية بإي-يه جزءاً أساسياً من العلامة السياسية لشخصيات يمينية متطرفة.
نادراً ما تظهر ديانا سوسواكا، وهي شخصية يمينية متطرفة، في العلن من دون ارتداء البلوزة إي-يه، وكذلك الكثير من أنصار المرشح القومي جورج سيميون.
ركز القومي المتطرف كالين جورجيسكو، في حملته الانتخابية عبر فيديوهات تيك توك مرتدياً البلوزة على ظهر حصان أبيض.
هذا الأمر أثار استياء الليبراليين، فذكرت ألينا دوميترو أن البلوزة كانت جزءاً من تقاليد المجتمع الروماني، لكنها تحولت إلى سلاح أيديولوجي قومينياً.
كثيراً ما يتهم القوميون الرومانيون الليبراليين بخيانة القيم الأخلاقية التقليدية والخضوع للاتحاد الأوروبي، الذي انضمت إليه البلاد منذ عام 2007.
ورغم ارتباط البلوزة بالقوميين مؤخراً، إلا أن التقدميين يرون أن المقاطعة ستسمح بالاستيلاء على جزء مهم من الثقافة الرومانية المشتركة.
دانيال ستانسيو، الذي يدير مشروعاً لصنع وبيع البلوزات، يرى أن البلوزة جزء من تقليد عريق لن يتغير.
أثارت محاولات استغلال البلوزة لأغراض انتخابية استهزاء خبراء مثل دوينا إسفانوني التي تخصصت في دراسة البلوزات الرومانية الفريدة لعقود.
الممرضة نيكوليتا أوتا تدرك أن الحرفة مهددة بالانقراض، وبادرت بتعليم الفتيات التطريز للحفاظ على هذا التقليد.
في رومانيا، تعد البلوزة التقليدية رمزاً للأصالة والارتباط بالجماهير، حتى بين النخبة الثرية.
واقعة شائكة بين التقدميين والقوميين حول ملكية البلوزة الثقافية تشهد نزاعاً بين الدول المجاورة مثل بلغاريا وأوكرانيا.
مواد متعلقة
المضافة حديثا