الإنفاق العسكري العالمي يساهم في ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة

الإثنين 02 يونيو 2025 - 12:22 م

الإنفاق العسكري العالمي يساهم في ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة

ناصر البادى

يدرك الباحثون أن زيادة الإنفاق على الدفاع على مستوى العالم يمثل تحديًا كبيرًا لأهداف المناخ العالمية، حيث يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ وزيادة الصراعات. التحشيد العسكري الدولي يعرض جهود التنمية المستدامة للخطر.

أشار الخبراء إلى أن إعادة التسليح التي يخطط لها الناتو وحدها قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار 200 مليون طن كل عام.

العالم حاليًا منخرط في عدد غير مسبوق من النزاعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية. الدول المختلفة شرعت في حملات إنفاق عسكري بلغت في مجموعها 2.46 تريليون دولار في عام 2023.

كل دولار يتم استثماره في المعدات العسكرية الجديدة يحمل تكلفة كربونية ولا يمثل فقط تكلفة فرصة محتملة للعمل المناخي.

الباحثة إيلي كيني تشير إلى وجود مخاوف حقيقية بشأن كيفية إعطاء الأولوية للأمن في المدى القصير على حساب الأمن المستقبلي.

النهج غير المدروس يجعل الدول تستثمر في الأمن العسكري بطريقة تزيد من الانبعاثات وتفاقم أزمة المناخ مستقبلًا. وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من العنف والتوترات.

في بعض المناطق مثل دارفور في السودان، ارتبطت النزاعات بالتنافس على الموارد بعد فترات جفاف، فيما أدى انحسار الجليد القطبي إلى توتر حول موارد النفط والغاز والمعادن.

قليل من الجيوش تكون شفافة حول حجم استخدامها للوقود الأحفوري، لكن الأبحاث تشير إلى أنها مسؤولة بالفعل عن 5.5% من انبعاثات العالم.

ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة مع تصاعد التوترات، كما تطالب الولايات المتحدة من دول الناتو تخصيص مزيد من الموارد لقواتها المسلحة.

وفقاً لمؤشر السلام العالمي، ازدادت العسكرة في 108 دولة عام 2023، حيث انغمست 92 دولة في نزاعات مسلحة في مناطق مختلفة.

تضخ الحكومات التي تخشى الحرب استثمارات ضخمة في جيوشها، وارتفع إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على الأسلحة بأكثر من 30% في السنوات الأخيرة.

في دراسة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، توصل كيني وزملاؤها إلى أن زيادة التسليح تمثل تهديداً حقيقياً لأهداف العمل المناخي العالمي.

لينارد دي كليرك، وهو أحد المشاركين في الدراسة، أشار إلى أن المشكلة تبدأ من المعدات التي تشتريها الدول والتي تستهلك كميات كبيرة من الكربون.

الجيوش تستهلك الكثير من الوقود الأحفوري في عملياتها البرية والجوية والبحرية، خاصة تلك التي لا تعمل بالطاقة النووية.

عادة مايحيط الجيوش وعملياتها قدر من السرية، مما يجعل من الصعب تقدير انبعاثاتها بدقة، لكن دول شمال الناتو تُبلغ عن انبعاثاتها ما يسهل التقدير.

إعادة تسليح الناتو وحده قد تزيد الغازات الدفيئة بمقدار 200 مليون طن سنويًا، مما يمثل عبء إضافي على الميزانية العالمية للكربون.


مواد متعلقة