دبي تحتضن الجميع: واحة هادئة في قلب المدينة لدعم ذوي التوحّد

في كل مرة نظن أن دبي وصلت إلى أقصى حدود الابتكار والتحديث، تثبت لنا المدينة أنها قادرة على تحقيق المزيد. بفضل رؤية مستقبلية واضحة وبرامج مدروسة، تسعى دبي لتحقيق مجتمع يدمج كافة الفئات دون تمييز. تأتي مبادرات دبي هذه لدعم أصحاب الهمم، خصوصًا الأشخاص ذوي طيف التوحد، ما يسهّل حياتهم اليومية ويقلل من التحديات التي يواجهونها. في جميع أنحاء دبي، من المطارات والمراكز التجارية إلى المؤسسات الشرطية، تتوسع خريطة الدمج بخطوات فعلية ومدروسة من مؤسسات القطاعين العام والخاص. برنامج "البيئة الصديقة لذوي التوحد" هو واحد من المبادرات الرائدة التي أطلقتها دبي. هذا البرنامج يهدف لجعل الشركات والمؤسسات أكثر استيعابًا لاحتياجات ذوي التوحد. محمد العمادي، مدير مركز دبي للتوحد، يؤكد أن المركز يهدف منذ تأسيسه لزيادة وعي المجتمع باضطراب التوحد باستخدام وسائل توعوية متطورة. برنامج البيئة الصديقة، الذي أطلق في 2022، أسهم بشكل كبير في تحسين البيئة المجتمعية لذوي التوحد. من خلال الورش التدريبية والخدمات الاستشارية، أصبح الوصول للخدمات أكثر سهولة وفعالية. عدد الجهات التي اعتمدت كمؤسسات صديقة للتوحد في دبي وصل إلى 23 جهة، بعدما اجتازت مراحل التقييم الدقيقة التي وضعها البرنامج. مجلس تمكين أصحاب الهمم في شرطة دبي يعمل بناءً على استراتيجيات واضحة تسعى لتحقيق الدمج والتمكين لجميع الفئات، بما في ذلك ذوي طيف التوحد. بتوجيهات من القائد العام لشرطة دبي، تسعى القيادة إلى تحسين المرافق والخدمات لتلبي احتياجات ذوي التوحد. مرافق الشرطة مجهزة بغرف حسية تساعد على تحسين التفاعل وتوفير بيئة آمنة. حصلت شرطة دبي على شهادة "البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد"، كتقدير لجهودها. الشرطة تعمل على تنظيم ورش توعوية وفعاليات للموظفين ولذوي التوحد وأسرهم على مدار العام. رئيسة قسم المشاريع في مطارات دبي، فاطمة طاهر، أكدت على أهمية توفير تجربة سفر تدعم ذوي الهمم وترسم صورة شاملة لمجتمع أكثر دمجًا وشمولًا. حرص مطارات دبي على تهيئة المرافق والخدمات لتلبي احتياجات ذوي التوحد. المبادرات تشمل توفير مسارات سفر ميسرة وغرف انتظار هادئة. برنامج "شريط عباد الشمس" هو مبادرة جديدة تساعد الموظفين على التعرف بسهولة إلى المسافرين من ذوي التحديات الخفية. مبادرات تدريبية وتوعوية طالت نحو 45 ألف موظف، شملت شرطة دبي وطيران الإمارات وغيرها، لضمان فهم جيد لطيف التوحد وكيفية التفاعل مع حاملي الشريط. ميركاتو، كأول مركز تسوق صديق للتوحد في دبي، يسعى إلى تقديم تجربة تسوق تقلل من القلق وتراعي احتياجات ذوي التوحد. التعاون بين ميركاتو ومركز دبي للتوحد جاء لجعل التسوق تجربة شاملة ومتاحة للجميع، مع فهم أعمق للتوحد وتعزيز الخدمة المجتمعية. ضمن مبادرات "البيئة الصديقة لذوي التوحد"، تم إطلاق حقائب حسية لدعم الأطفال ذوي التوحد، تحتوي على أدوات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم. مركز دبي للتوحد نجح في اعتماد العديد من الجهات كمؤسسات صديقة لذوي التوحد، ابتداءً من المرافق الترفيهية وحتى الخدمات الصحية والتعليمية. مؤسسات معتمدة تشمل بلدية دبي، مطار دبي الدولي، ومكتبة محمد بن راشد. كل هذه الجهود تهدف إلى بناء مجتمع أكثر شمولًا ودمجًا. شرطة دبي، بإضافة إلى خدمات الإسعاف الحسي ودعم الفئات المتنوعة، تعزز من قدراتها لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع. هذه الجهود جميعها تُجسّد التزام دبي بتحقيق الدمج الشامل ومعالجة التحديات التي تواجه أصحاب الهمم، برؤية مستقبلية تسعى لتحقيق التنمية الشاملة للجميع.