محمد أحمد إبراهيم: رحلة مستمرة في عوالم الطبيعة

الأربعاء 08 أكتوبر 2025 - 06:39 ص

محمد أحمد إبراهيم: رحلة مستمرة في عوالم الطبيعة

راشد مطر

الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم يؤمن بأن الإبداع يعبّر عن رؤية ورسالة، وليس مجرد نظرة جمالية. قام برسم نقطة ارتكازه على الساحة الفنية من خلال ارتباطه العميق بالبيئة التي نشأ فيها. هو أحد رواد الفن المفاهيمي في الإمارات، إلى جانب: حسن شريف وعبدالله السعدي وحسين شريف ومحمد كاظم.

وُلِد محمد أحمد إبراهيم في عام 1962 ويعيش ويعمل في مدينة خورفكان. لم تحظَ الفنون البصرية بتقدير واسع في السنوات الأولى من حياته، ولكن لقاءه مع الفنان حسن شريف في عام 1986 كان نقطة تحول رئيسية. انطلق من عزلته ليساهم في تشكيل المشهد الفني في الإمارات.

اشتهر إبراهيم منذ بداياته بعلاقته القوية مع البيئة في أعماله الفنية. يبتكر رموزًا خاصة تبرز فلسفته في تكرارها الفريد، حيث يعتقد أن التكرار لا يعني التشابه المطلق. لكل خط شكل زمن ومساحة وفعل خاص به.

تشكلت علاقة إبراهيم مع البيئة والطبيعة من خلال الصدق والإدراك في استخدام الموارد البيئية بشكل مستدام. يستخدِم قطع الخشب المتاحة بدلاً من قطع الأشجار، ويحترم توازن الطبيعة. بعض أعماله تترك في الأماكن الطبيعية كتأكيد على استدامة أعماله.

شارك إبراهيم في العديد من المعارض الجماعية الهامة، مثل "العناصر" الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون، وعرض أعماله على مدار ثلاثة عقود. من معارضه الفردية الحديثة: "من الغسق حتى الفجر" في لندن و"طبلة الذاكرة" في دبي.

نال إبراهيم الجائزة الأولى للنحت في بينالي الشارقة عامي 1999 و2001. كما أنه عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية منذ عام 1986، وأسس محترف الفن في مركز خورفكان للفنون عام 1997.

شارك إبراهيم في برامج إقامة فنية في عدة دول مثل الهند، ودبي، وفرنسا، وهولندا. حظِيت أعماله باعتراف دولي واقتُنيت من قبل مؤسسات مهمة مثل: مؤسسة الشارقة للفنون ومتحف جوجنهايم أبوظبي.

في عام 2022، أُصدر كتاب شامل عن أعمال إبراهيم بتنظيم من مايا أليسون وكرستيانا دي ماركي. يتناول الكتاب لوحاته التجريدية من الثمانينات وأعماله الفنية على الأرض وتطور منحوتاته على مر السنوات.

عام 2022 شهد تنظيم معرضه الفردي "بين الشرق والغرب" في جناح الإمارات في بينالي البندقية. اجتماع إبراهيم مع حسن شريف في 1986 أثر بشكل كبير على مسيرته الفنية.

إبراهيم يقدّم ابتكار رموز خاصة تحمل رؤيته في تكرار فريد وغير عشوائي. يؤمن بأن الإبداع يحمل رسالة ورؤية، والاستدامة جزء أساسي من علاقته مع الطبيعة والبيئة المحيطة به.


مواد متعلقة