علمتني الحياة: مصدر إلهام إنساني من القلب للقلوب
الأربعاء 08 أكتوبر 2025 - 05:16 ص

يُعتبر كتاب "علمتني الحياة" لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مرجعاً معرفياً وفكرياً للأجيال الحالية والقادمة. يوثق الكتاب محطات من مسيرة سموّه وفلسفته القيادية في السياسة والحكم.
يحتوي الكتاب على 35 فصلاً ملهماً، حيث أراد سموّه أن يكون بسيطاً في كلماته، صريحاً في عباراته، حقيقياً في معانيه لينتقل من القلب إلى القلب.
قال سموّه في مقدمته: خلال بضعة أعوام سأكمل 60 عاماً في العمل العام، 60 عاماً من سياسة الناس والحكم، وسياسة الحياة. 60 عاماً مرت بسرعة بتحدياتها وإنجازاتها، وأفراحها وأحزانها.
وأضاف: في هذه السنوات كسبت أصدقاء، وبسبب الإنجاز أصبح لدي كذلك حسّاد. فقدت فيها أحبة، منهم أبي وأمي وإخوتي، واكتسبت أسرة جميلة وأبناء صالحين ومواطنين طيبين.
يأتي إصدار الكتاب تجسيداً لحرص سمو الشيخ محمد بن راشد على نقل خبراته وتجاربه في مختلف الميادين، ليكون إضافة نوعية للمكتبة العربية ومصدر إلهام للقيادات وصُنّاع القرار والشباب الطامح لصناعة المستقبل.
يمثل الكتاب امتداداً لمسيرة سموّه في رفد الفكر والثقافة والإبداع بإنتاجات نوعية أثرت الحراك الفكري والثقافي محلياً وعربياً. يتناول موضوعات شاملة تتعمق في جوانب الحياة وقيمها الإنسانية والتنموية.
وفي مقدمة الكتاب أشار سموّه إلى: "تعلمت الكثير من الحياة، وأكبر درس تعلمته أنني لست كاملًا، بل إنسان يتعلم ويتطور وينمو ويكبر، ويحسن ويكره ويتغير باستمرار. بقي الثابت أنني أحب بلدي وشعبي وأسرتي".
ومن القصص في الكتاب: قال سموّه عن والده رحمه الله، كم تعلمت من حنكة أبي وحكمته، وحياته وسيرته. كما تعلمت منه بساطة العيش وضبط النفس وعدم الانشغال بالتفاهات.
وأضاف أنه تعلم الاستماع ومتى يجب أن يكون صارماً ومتى يجب أن يكون ليناً. وتعلم من والده الوقار من دون تكلف والتسامح مع الجهلاء والتلطف مع الجميع. كان والده يفرض الإحترام بحضوره، وكان قليل الغضب وراسخاً واثقاً.
كما صرح سموّه بتعلمه من والده محبة الأهل والعدل والصدق. وأشار إلى أهمية تقبل النقد والثقة بالنفس، والتوازن بين اللطف والوقار والحزم. تعلم أن لا يتصيد الأخطاء وأن يتغافل أحياناً وأحياناً يلفت الانتباه بلطف.
كان والده حازماً ولا يتأثر بالمديح ولا يخُدع بالتهليل. وتعلم منه الإصغاء لكل من لديه رأي سديد أو عقل رشيد. كان والد سموّه يحب العلماء ويستطيع كشف ما يدعي منها.
وأضاف أن والده كان يحب مجالسة التجار وأهل السوق، ويوقر أصحاب الدين ويحب عمل الخير. كان ودوداً وكريماً، وما كان يزدري أحداً أو يستعلى على الآخرين. كان حكيمًا بعيد النظر ودقيق في بحثه لجميع الأمور.
ويتذكر سموّه حرص والده على الأصدقاء، وآخرين في المسؤوليات الحكومية. تعلم من والده الإحتفاظ بمسافة بينه وبين المسؤولين مستندة إلى الثقة والاحترام. أشار إلى أن والده لم يكن يحب كثرة الطعام أو الكلام ويميل للبساطة.
كما تحدث سموّه عن الكسل، وأوضح أنه لا يوجد طريق مختصر للنجاح إلا في أذهان الكسالى، والكسل يُحطم أحلام الشباب. تعلم أن الكسل عدو للإنسان ويضيع الإمكانات التي زرعها الله في الناس.
كتب عن أهمية العمل الجاد في تحقيق الأحلام والعيش حياة مليئة بالإنجازات. العمل الجاد يُبني به العز والمجد. تُبنى به الأمم والحضارات. وتعلم أن العمل الجاد يخلق أجيالاً مستعدة للتغيير والإبداع.
كما تحدث عن الكسل بأنه أبو الرذائل وقاتل للوقت، مضيفاً أن العمل الجاد يفرق بين الحياة الفارغة والحياة الغنيّة، وبدونه لا قيمة لحياة الإنسان ومعانيه. حاول توضيح الفرق بين الحياة الفارغة والغنيّة بوضوح وواقعية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا