جيولوجية تتذوق ماء له طعم مر ومالح يعود لملياري سنة

الإثنين 21 يوليو 2025 - 11:45 م

جيولوجية تتذوق ماء له طعم مر ومالح يعود لملياري سنة

زينة خلفان

في عام 2016، شهد العالم اكتشافًا مذهلاً عندما عثرت باحثة جيولوجية على أقدم مياه على وجه الأرض في منجم كندي عميق. هذا الماء عمره حوالي 2.6 مليار سنة، وقد قدم لنا لمحة نادرة عن ماضي كوكبنا العريق.

البروفيسورة باربرا شيروود لولار وفريقها اكتشفوا هذا الماء على بُعد حوالي ثلاثة كيلومترات تحت الأرض. لكن الأكثر إثارة من الاكتشاف هو أن العالمة شربت حفنة من هذه المياه التي غمرتها الدهشة. إنها لحظة لا تُنسى في مجال الدراسة الجيولوجية.

خلال استكشاف المنجم، كان الفريق يتوقع العثور على جيوب صغيرة من المياه المحبوسة، لكنهم فوجئوا بتدفق المياه بمعدل لترات في الدقيقة. لقد كان هذا التحدي للمفاهيم المسبقة حول مصادر المياه الجوفية القديمة.

أما عن طعم المياه، فقد وجدت شيروود لولار أنها ملوحة مرة للغاية، وهي أكثر ملوحة بكثير من مياه البحر. هذه الملوحة العالية كانت علامة مشجّعة للجيولوجيين لأن المياه الأكثر ملوحة عادةً ما تكون أقدم.

لقد حقق فريق شيروود لولار اكتشافًا رائدًا. من خلال تحليل تركيب الماء، عثروا على آثار للحياة الميكروبية وأكدوا وجود هذه الميكروبات منذ مليارات السنين. هذا الاكتشاف يشير إلى أن هذه الكائنات الحية ربما ازدهرت في بيئة مغلقة على مر الأزمنة.

يعتبر هذا الكشف إشارة قوية على أن الحياة الميكروبية يمكن أن تبقى وتزدهر في بيئات مغلقة وصعبة على مدى فترات زمنية طويلة. إنه اكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم تطور الحياة على الأرض.

لخصت شيروود لولار أن الإشارة التي نراها في السوائل لا بد أنها نتجت عن علم الأحياء الدقيقة. هذه النتائج تؤكد على أهمية وتفرد الاكتشاف وتعطي نظرة جديدة على المياه الجوفية القديمة.


مواد متعلقة