ريم الحساني تطلق رياضة التجديف الجبلي بروح إماراتية لا تقهر
الخميس 12 يونيو 2025 - 09:49 م
عندما تتحدث الإماراتية، ريم أحمد الحساني، عن البحر، لا تراه مجرد زرقة تهمس بأسرارها، بل تعتبره فضاءً مهيبًا للهوية والازدهار والتمكين. بعد أن اختارت أن تطلق قصص نجاحاتها من امتداد أفقه، لم تكتفِ بالتجديف فقط، بل قررت أن تصنع القوارب بيديها وتؤسس نادٍ بحري فريد وتطلق بطولة وتبتكر جهازاً ذكياً، كما بادرت بتأليف كتاب تنير به دروب بنات وطنها. تروي فيه قصتها التي لا تُعدّ سيرة رياضية فحسب، بل مرآة لعزيمة امرأة إماراتية حولت التحديات إلى فرص والخيبات إلى دروس.
أطلقت ريم الحساني رياضة التجديف الجبلي لأول مرة في الإمارات، وهي تجربة فريدة تمزج بين الرياضة والسياحة والاستدامة. الإمارات هي الدولة الأولى التي تطلق هذه الرياضة الفريدة في أحضان الطبيعة، ما جعل اختيار الجبال رمزًا للشموخ والثبات، وانطلقت أول بطولة في رأس الخيمة في عام 2021.
وفي حوارها مع "الإمارات اليوم"، تحدثت الحساني عن بدايات رحلتها في عالم التجديف وصناعة القوارب، قائلة إنها مارست هذه الهواية لفترة كلاعبة ومساعدة مدربة في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت. فكرت جدياً في تحقيق حلمها بامتلاك نادٍ بحري خاص لإيجاد مساحة بحرية تمكين وهوية، لكن قلة الدعم المادي والتمويل أوقفت المشروع.
لم تتراجع ريم الحساني، حيث قررت أن تخطو خطوات جدية في مجال صناعة القوارب بعد ممارستها لهواية التجديف بشكل احترافي. شرعت في مشروعها الرائد لصناعة القوارب الأولمبية بهوية إماراتية، مؤكدة أن المرأة الإماراتية رمز للعزم والإرادة، وأن البحر لا يكتمل إلا بصوتها ووجودها. لذا سعت بجدية لتأسيس مساحة خاصة لتعلم المجداف ومواجهة الأمواج واكتشاف القوة الداخلية.
فتحت الحساني أبواب ناديها البحري الخاص "MR Marine" وأثبتت بجرأة قدرتها على المبادرة. هذه الخطوة جعلتها أول سيدة إماراتية تطلق نادياً بحرياً بأفكارها وجهودها الذاتية، مدفوعة بنصيحة والدها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي غرس فيها الإرادة والعزم.
رغم النجاحات المتتالية، لم تخلُ رحلة الحساني من تحديات وعوائق شديدة. عند سحب المسطح المائي المخصص لها، لم تتوقف، بل حولت المشروع إلى نادٍ رقمي خاص بالنساء، وتعمل حاليًا على إطلاق أول منصة تعكس شغف الفتيات الإماراتيات بالبحر والتمكين.
ولم تتوقف مشروعات الحساني عند ذلك الحد، فقد صنعت قاربًا أولمبيًا سمته "زايد" تكريمًا للقائد والمؤسس الشيخ زايد، تعبيرا عن عزمها وعطائها. هذا المشروع يعد بداية لطموحات ومشاريع وطنية بحرية إماراتية تفتخر بها الدولة في كل محفل وبحر.
لم يقف طموح الحساني عند تصنيع القوارب الأولمبية فحسب، بل امتد إلى الابتكارات الفريدة، حيث ابتكرت جهازًا ذكيًا يقيس أداء المجداف لحظة بلحظة، ويعطي تغذية راجعة مباشرة للمساعدة في تطوير الأداء البحري بدمج الذكاء الاصطناعي.
اختتمت الحساني تجربتها المذهلة بتوقيع كتابها الجديد "بعض الأوقات بداية جديدة" الذي تسرد فيه تجربتها كأول إماراتية في صناعة القوارب الأولمبية. هذا الكتاب يهدف إلى أن يكون مصدر إلهام لمن يسعى لترك بصمة خاصة، مؤكدة أن الأحلام لا تعرف المستحيل.
ريم الحساني هي نموذج للمرأة الإماراتية القوية الإرادة والعزم، مؤكدةً على دوري الطموح والقيادة النسائية في بناء مستقبل مشرق ومتحد بجذور الوطن وثقافته.
مواد متعلقة
المضافة حديثا