حسابات وهمية تروّج لأدوية غير مثبتة علمياً لعلاج التوحد

الإثنين 26 مايو 2025 - 08:54 م

حسابات وهمية تروّج لأدوية غير مثبتة علمياً لعلاج التوحد

ضاحى بن سرور

لقد أسهمت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في تعزيز استخدام العلاجات غير المثبتة علمياً، خاصة تلك التي تدّعي القدرة على علاج طيف التوحد بشكل نهائي. وقد انتشرت صفحات تروج لمنتجات طبية وعشبية وكذلك وصفات شعبية لهذا الغرض.

أطباء أشاروا إلى مخاطر الاعتماد على مثل هذه الادعاءات، مؤكدين أنها تعرض صحة الطفل لمضاعفات خطيرة. فالتطبيقات العلاجية المبنية على أسس علمية تُعتبر الطريق الأمثل للمواجهة.

تحمل الأخبار الصحية المضللة خطراً كبيراً لسرعة انتشارها. وغالباً ما تمنح الأمل الكاذب، مما يؤدي إلى تناول هذه المعلومات ومشاركتها بشكل واسع بين ملايين الناس. مواقع التواصل لها دور كبير في نشر هذه المعلومات المغلوطة.

وحذرت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من الانجراف خلف الدعايات المضللة، مؤكدة على ضرورة الاعتماد على التدخلات العلاجية التي تأتي من جهات موثوقة ومعتمدة رسمياً.

الدكتور هاني الهنداوي، أخصائي طب الأطفال، يحذر من اللجوء إلى الوصفات والمنتجات الطبية عبر الإنترنت، إذ تُعد هذه تصورات مضللة وتهدف إلى إيهام الناس.

تأتي مشكلة اللجوء إلى وصفات الإنترنت كمشكلة تساهم في تعريض الأطفال لمضاعفات صحية، واحتمال تعرضهم لأضرار جراء تفاقم الحالات بسبب تلك العلاجات.

الدكتور عماد فرج، استشاري الأمراض النفسية للأطفال، يتحدث عن التحديات التي تواجه الأهل في حالة التشخيص بطيف التوحد ودعا إلى دعم الأسرة وتجنب الوقوع في فخ المعلومات المضللة.

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بديلاً للحصول على النصائح. الأهل في كثير من الأحيان يواجهون ادعاءات بعلاجات سحرية، إلا أن الوعي بآثار هذه الخيارات ضروري لتفادي المخاطر.

يطالب الدكتور فرج بتنظيم المحتوى الصحي وتقديم خدمات تدخل مبكر الكلفة لتوفير الدعم العلمي المناسب، مشيراً إلى خطورة بعض المواد الكيميائية الموجودة في العلاجات البديلة.

من المهم الابتعاد عن الحميات الغذائية غير المشروعة التي قد تعرض الطفل لسوء التغذية، خاصة إذا كان يعاني مساعدات غذائية محددة.

تعرض الطفل إلى علاجات غير مفهومة يتسبب بفقدان الثقة وزيادة القلق، وخاصة في الحالات التي يتم إجبار الطفل على الخضوع لعلاجات دون موافقته.

دعا الدكتور فرج إلى استغلال الوقت في التدخلات العلمية المثبتة وذلك لعدم تضييع الفرصة في تحسين حالة التوحد عبر البدائل الفعّالة كالعلاج السلوكي والوظيفي والنطق.

التركيز على الشفاء بدلاً من الدعم يعد خطأً كبيراً، ويعزز وصمة اجتماعية تؤثر على تقبل الأسرة للطفل كما هو، مما يضر بالبيئة العاطفية المعززة لنمو الطفل بثقة.

أمل جلال صبري، مديرة مركز الإمارات، تؤكد على خطورة العلاجات الوهمية وكيف يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية سلبية على الطفل والوقت المهدر كان يمكن استغلاله في برامج قائمة على الأدلة.

حذرت أسر قدمت إلى مركز الإمارات من جراء تجارب فاشلة لعلاجات غير معترف بها ووضعت أطفالهم في خطر كبير بعد دفع مبالغ مالية ضخمة.

تم التعامل مع الحالات عبر تقديم التوعية والتوجيه العلمي وتحويل الأطفال للتقييم وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأسر.

ناشدت الأسر بالاعتماد على التدخلات التربوية والسلوكية المبنية على الأدلة والتأكد من الحفاظ على صحة الأطفال والثقة العلمية.

زينب خلفان، أخصائية الدمج، نوهت بأنه لا يوجد علاج مشفٍ للتوحد ولكن برامج التدخل المبكر لها تأثير بالغ في مضاعفة فرص الأطفال للعيش حياة أقرب للطبيعة.

اتخذت بعض العائلات قرارات بالسفر إلى مراكز خارجية لعلاجات غير معتمدة، وغالباً ما تكون الضحية الأبرز هي الأمهات اللواتي يكرّسن كل جهد من أجل تحسين حالة أبنائهن.

تربية طفل مصاب بالتوحد في الإمارات مسئولية كبيرة تتطلب الكثير من الحب والصبر والتفاهم من الأهل وتجعلهم عرضة للضغوط النفسية والعاطفية، خاصة في مجتمع لا يزال في مراحل التطور على مستوى الدعم.

الأهل بحاجة للدعم لمواجهة التحديات التي تأتي مع تربية طفل مصاب بالتوحد، وهذا يعد واجباً مجتمعياً للضغط على توفير بيئات ملائمة للأطفال المصابين.


مواد متعلقة