الطفل حمد الظنحاني يطرح إبداعه الأول في عالم الكتابة

السبت 01 نوفمبر 2025 - 10:16 م

الطفل حمد الظنحاني يطرح إبداعه الأول في عالم الكتابة

مريم صوفان

بملامح مليئة بالحماسة وعيون تلمع بالثقة، قدم الطفل حمد عادل الظنحاني أولى ثماره الأدبية في قصة بعنوان أحمد في عالم الحيوانات. قام بذلك خلال مشاركته في معرض الفجيرة لكتاب الطفل، في تجربة تجسد براءة الطفولة وعمق الرسالة. يروي في قصته كيف يمكن للأطفال تحقيق أحلامهم المستحيلة ما داموا يؤمنون بأن الاستسلام ليس خياراً.

القصة تحكي عن طفل شغوف بالمغامرة والاكتشاف، يجد نفسه في عالم خيالي تسكنه الحيوانات والنباتات، حيث يبدأ تعلم دروس الحياة من منظور مميز. بطل القصة يلاحظ كيف تلعب الحيوانات وتعمل بتوازن، وكيف أن لكل مخلوق نظامه الخاص. البطل يتعلم أن الحياة ليست مجرد لهو أو انشغال بالألعاب، بل مسؤولية وتطور.

الرسالة تتسلل بين سطور القصة ببراءة الطفولة، لتقول للقارئ الصغير إن الخيال يمكن أن يكون باباً للمعرفة. الأحلام، مهما بدت بعيدة، يمكن الوصول إليها بالعمل والإصرار. هذه الحقائق تتكشف من خلال تجربة الظنحاني مع كتابة أول قصة له، والتي بدأها في الإجازة الصيفية.

يقول الظنحاني بابتسامة تحمل الخجل والفخر: في الأوقات التي يتوقف فيها قلمي، كنت أذهب لوالدتي لتحفيزي. كانت تنصحني بأن الكاتب الحقيقي لا يخاف من توقف الأفكار، بل يجلس ويستمر في المحاولة. عدت إلى مكتبي الصغير وكتبت أي فكرة تراودني، فوجدت أن القصة تكبر معي مع كل كلمة أضيفها.

وقال إن والديه كانا يرافقانه خلال كتابة القصة، وكان والده يقرأ معه ويقترح تنظيم الحكاية. في حين كانت والدته تهتم بالتفاصيل الصغيرة، مثل اختيار العنوان وتنظيم الصفحات. هذا الدعم العائلي أعطاه الدافع لإكمال القصة حتى النهاية.

بيّن أن التجربة الأولى في التأليف كانت مدرسة حقيقية في الصبر والمثابرة، إذ أدرك أن الكتابة ليست مجرد كلمات تكتب، بل رحلة تفكير وتأمل. كما تعلم أن الأفكار الصغيرة يمكن أن تتحول إلى قصص كبيرة وجميلة إذا تمسك بعدم الاستسلام.

قال الظنحاني إنه لم يواجه صعوبة في نشر القصة، بفضل تنوع دور النشر في الدولة التي تجعل النشر سهلاً ومشجعاً. ويشعر بالامتنان لكونه طفلاً إماراتياً، حيث الجميع يشجعون المبدعين الصغار، من المدرسة إلى الأهل ودور النشر، كلهم يوفرون الدعم.

وأشار إلى أن لحظة رؤية اسمه على غلاف القصة كانت لحظة فخر لا تُنسى. فاهتمام المؤسسات الثقافية بكتب الأطفال يعزز لديهم الإحساس بالقدرة على تحويل الأحلام إلى إنجازات حقيقية، وهذا ما يشجعه على مواصلة المحاولة.

شارك حمد للمرة الأولى في معرض الفجيرة لكتاب الطفل وعرض قصته هناك. وأكد على نيته في مواصلة المشاركة في المعارض الدولية للكتاب في الشارقة وأبوظبي خلال العام الحالي. هذا الحضور الثقافي يعزز من تجربته في الكتابة ويزيد من شغفه بفن السرد.

والد حمد، عادل الظنحاني، اكتشف شغف حمد المبكر بالكلمة منذ البداية، حيث لم يكتف بالقراءة بل كان يتساءل عن المعاني ويتأمل في الصور. وشجعاه الوالدين على الكتابة منذ بداية العطلة الصيفية، من خلال الجلوس لساعات طويلة لمناقشة أفكار القصة، وترك حرية التعبير بلغته الخاصة.

أكد أن الأسرة حرصت على أن تكون التجربة الكتابية الأولى لحمد حقيقية، فساندته والدته في تنظيم النصوص ومتابعة الطباعة، وتركوا له حرية اختيار العنوان والرسومات، رغبة منهم في أن يرى مجهوداته محققة أمام القراء.

وأشار إلى لحظة بيع حمد لأول نسخة في معرض الفجيرة والتي كانت لحظة فخر للأسرة كلها، خاصة عندما زاره زملاؤه في الصف ومعلماته واشتروا نسخاً من القصة، مهنئين إياه على إنجازه الأول، مما جعله يشعر بأن كل طفل في الإمارات لديه القدرة على أن يكون كاتباً إذا لم يتوقف عن المحاولة.


مواد متعلقة