تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: السلاح الفعّال لاستعداد الحكومات ضد المناخ المتغيّر
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 06:37 ص
أصدرت مؤسسة القمة العالمية للحكومات، بالتعاون مع شركة أكسنتشر، تقريرًا جديدًا بعنوان "مزايا التكيف مع التغير المناخي: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الحكومات على دفع العمل المناخي نحو نتائج أفضل؟"، الذي يضيء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تمكين الحكومات من مواجهة تحديات المناخ وتحويلها إلى فرص تنموية واقتصادية مستدامة.
التقرير يدرس أكثر من 20 حالة دراسية عالمية ويجمع بيانات من أكثر من 50 دولة لديها استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي. ويتبنى سبعة محاور رئيسية لإسهامات الذكاء الاصطناعي الفعالة في تعزيز الجهود الحكومية المناخية، متمثلة في: صياغة السياسات وتنفيذها، نماذج استشراف التغير المناخي، الزراعة المستدامة، التخطيط الحضري، إدارة الطاقة، مشاركة أفراد المجتمع، وسلسلة التوريد والمشتريات الحكومية.
الحكومات حول العالم تواجه مهمة مزدوجة تتمثل في حماية المجتمعات من التحديات المناخية وتبني التقنيات التحولية التي تحسن جودة الحياة، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، كأداة استراتيجية لتعزيز جاهزية القطاع الحكومي.
منذ اتفاقية باريس 2015، التزامات الدول المتقدمة والنامية زادت بنحو 18 ضعفًا، لكنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة. عام 2024 كان الأشد حرارة، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وأول عام يتجاوز فيه متوسط درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية.
مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد الشرهان، أشار إلى أن التقرير يأتي في زمن تحولات سريعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحديات البيئية، مما يستدعي ابتكار حلول وسياسات متوازنة لدعم جاهزية الحكومات وتعزيز القدرة على التكيف وتحقيق أفضل النتائج.
رامز شحادة، رئيس استراتيجية القطاع العام العالمي بأكسنتشر، أكد أن للذكاء الاصطناعي القدرة على أن يكون من أقوى الأدوات في مواجهة تغير المناخ إذا قادته الحكومات برؤية جريئة وإجراءات حاسمة.
وأضاف شحادة أن التقرير يقدم خريطة طريق للحكومات لتسخير الذكاء الاصطناعي لحماية كوكب الأرض ودفع النمو الاقتصادي الشامل، وتحسين الخدمات، وبناء مجتمعات أكثر مرونة. ويشير إلى أن الحد من الانبعاثات والتخطيط للتكيف أولويات حاسمة، ومستقبل القيادة المناخية يكمن في الرقمنة.
التقرير يعرض كيف يتلاقى العمل المناخي مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقاً واسعة للحكومات لتسريع خطط التكيف المناخي وتحسين كفاءة الاستجابة البيئية. كما يبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في تسريع جهود التخفيف من الأعباء البيئية وتحسين تخصيص الموارد.
التقرير يستعرض التجارب العالمية التي برهنت على قوة حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات مراقبة الانبعاثات والإنذار المبكر بالكوارث الطبيعية وتعزيز الإنتاج الزراعي ودعم الإدارة المستدامة للطاقة.
كما يدعو الحكومات لتطوير مراكز بيانات صديقة للبيئة ولتعزيز حوكمة مسؤولة للتقنيات التي تعتمد الشفافية والعدالة وحماية الخصوصية.
ويختم التقرير مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أداة محورية لدعم العمل المناخي، لكنه ليس الحل الوحيد؛ بل هو جزء من منظومة أوسع تحتاج سياسات حكومية فعالة، وبنية تحتية متطورة، وشراكات دولية لتحقيق نتائج مستدامة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا