اكتشاف مقابر بيزنطية تعود لأكثر من ألف عام في شمال سورية

الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 06:06 ص

اكتشاف مقابر بيزنطية تعود لأكثر من ألف عام في شمال سورية

منى شاهين

عُثر مؤخراً في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب شمال سورية، على مجمع مقابر بيزنطي تحت الأرض يُعتقد أن عمره يتجاوز 1500 عام. يُعد هذا الاكتشاف من أبرز الحوادث الأثرية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث يرى البعض في هذه الآثار بارقة أمل لانتعاش السياحة بعد الحرب الطويلة.

تم اكتشاف المقابر عندما كان أحد المقاولين يعمل على إزالة أنقاض منزل مدمّر، ففوجئ بوجود فتحتين تؤديان إلى غرفتي دفن حجريتين تحت الأرض. تم على الفور إبلاغ مديرية الآثار التي بادرت بإرسال فريق متخصص لتأمين الموقع ومعاينته ميدانياً.

احتوت كل غرفة على ستة قبور حجرية مزينة بنقوش واضحة، كان من أبرزها علامة الصليب المحفورة أعلى أحد الأعمدة، إضافة إلى قطع فخارية وزجاجية تعود للعصر البيزنطي. قال مدير الآثار في إدلب، حسن الإسماعيل، إن وجود هذه الرموز يؤكد أن الموقع يعود إلى الحقبة البيزنطية، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف يثري سجل إدلب التي تحتوي على أكثر من 800 موقع أثري.

العصر البيزنطي بدأ في القرن الرابع الميلادي كامتداد للإمبراطورية الرومانية وفيه اتخذت المسيحية ديانة رسمية. تنتشر بقايا المدن البيزنطية أو ما يُعرف بـ"المدن الميتة" في شمال غرب سورية، حيث يمكن مشاهدة أطلال منازل وبازيليكيات ومقابر حجرية ما زالت صامدة رغم تعاقب القرون والحروب.

تقع معرة النعمان، وهي ثانية أكبر مدن إدلب، على الطريق السريع بين حلب وحماة، مما يجعلها موقعاً استراتيجياً مهماً. وقد شهدت المدينة دماراً واسعاً خلال الحرب التي استمرت لنحو 14 عاماً وانتهت بالتحوّلات السياسية في ديسمبر الماضي. الصور الجوية الحديثة أظهرت أن كثيراً من المنازل لا تزال قائمة، لكن بأسقف مدمرة.

قال أحد سكان المدينة، غيث شيخ دياب، إن بعض السكان كانوا يُخفون المعالم الأثرية تحت الأنقاض خوفاً من مصادرتها، معرباً عن أمله في أن تقوم الحكومة الجديدة بتعويض أصحاب الممتلكات وتعزيز جهود إعادة الإعمار. على الرغم من الأضرار الكبيرة التي طالت المواقع الأثرية نتيجة الحرب، فإن هذا الاكتشاف ينظر إليه كرمز للأمل المتجدد.

واختتم أحد سكان المدينة، عبد جعفر، قائلاً: "في السابق كان السياح يأتون من كل مكان لزيارة هذه الآثار. إذا حافظنا عليها ورممناها، فربما تعود السياحة وتنتعش المنطقة اقتصادياً." هذا الاكتشاف أثار اهتمام الجميع، ويُحكى أنه قد يكون فرصة لانطلاقة جديدة تفتح أبواباً للسياح من كافة أنحاء العالم.


مواد متعلقة