تجنب فتح ذكريات الماضي خلال الإجازة الصيفية
الإثنين 16 يونيو 2025 - 08:14 م

مع حلول موسم الإجازات الصيفية، وتجمع أفراد الأسرة لأوقات طويلة، تظهر خلافات أسرية نتيجة لتغير الروتين اليومي بين الزوج والأبناء، وكذلك اختلال توزيع الأدوار الأسرية، والضغط على الميزانية، وأيضاً الخلاف حول أولويات الإنفاق.
رفعت مختصات الاجتماعيات شعار "لا لفتح الملفات القديمة في موسم الإجازات"، داعيات إلى استغلال هذه المناسبة في صنع ذكريات إيجابية لكل أفراد الأسرة.
وأوضحت رئيس لجنة الاستشاريين الأسريين في جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، الدكتورة بدرية الظنحاني، أن ظهور الخلافات الأسرية خلال الإجازات يعود إلى طبيعة العلاقات، طريقة توزيع الأدوار، والتوقعات غير المعلنة.
وأشارت إلى أن غياب التواصل الحقيقي والمنتظم بين أفراد الأسرة خارج إطار المسؤوليات يسهم في حدوث صدامات، وحذرت من تضارب التوقعات لأنها قد تؤدي إلى خيبة أمل أو احتكاك.
وأشارت إلى أن تغير المهام الاعتيادية يسهم أيضًا في إنعاش مسببات الخلاف، مثل وجود الأب في المنزل طوال الوقت، والأبناء بلا التزامات، وضغوط أخرى.
وأضافت أن الاحتكاك المفرط وغياب الخصوصية ناتج عن عدم تنظيم الوقت بشكل يراعي الخصوصية والاحتياجات الفردية.
وأوضحت أن أحد الأسباب الأخرى يتمثل في الضغوط المالية غير المدارة، إذ ترتبط الإجازات في الذهنية العامة بالإنفاق، ما يضغط الميزانية ويزيد الخلافات حول الأولويات.
وأكدت على أهمية تجديد العلاقة الزوجية من خلال حوارات هادئة، والذهاب في نزهات ثنائية، أو ممارسة أنشطة مشتركة، وتجنب فتح الملفات القديمة لصنع ذكريات إيجابية.
كما أن الإجازة هي ليست هروباً من الواقع، بل فرصة لبناء واقع أكثر دفئاً إذا كانت الخطة محكمة، وللأسرة الإماراتية إرث وثقافة تجعل من الإجازة موسماً للصلة.
وأشارت المستشارة التربوية والأسرية، همسة يونس، إلى أن أبرز أسباب الخلافات العائلية خلال الإجازات الصيفية هو عدم وجود خطة واضحة تنظم وقت الأسرة وخصوصية كل فرد.
وأضافت أن وجود جميع أفراد الأسرة في وقت واحد قد يتسبب في انعدام الخصوصية، مما يؤدي إلى حالة من التوتر والضغط النفسي على الجميع.
وشددت على أهمية وجود خطة لتنظيم الوقت والترفيه، وضرورة عدم تفريغ الأهل طاقات الغضب تجاه الأبناء إذا تذمروا من الروتين، وبدلاً من ذلك توجيههم نحو أشياء مفيدة.
كما دعت إلى إشراك الأبناء في خطة أسرية واضحة، لأن عدم إعطائهم وقتاً حقيقياً يجعل التواصل معهم ضعيفاً.
وتابعت: "من المهم إشراك الأبناء في وضع خطة تنظم وقتهم، وتحديد أنشطة تناسبهم للتخلص من الروتين".
وبدورها، أوضحت أروى عبدالله، عضو لجنة البحوث والدراسات في جمعية الإمارات لحماية الطفل، أن الخلافات الأسرية تنشأ لعدم وجود خطة وعشوائية وقت الإجازات.
وأشارت إلى أهمية شغل وقت فراغ الأطفال والمراهقين بالأنشطة، لأن الفراغ يزيد السلوكيات الخطأ مثل السهر المطول والإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وأضافت أن توفير بدائل مناسبة مثل النوادي الرياضية والمخيمات الصيفية يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير.
ويستطيع الآباء توجيه أبنائهم لاستغلال الإجازة في تطوير مهاراتهم، علماً بأن التوجيه والدعم هما ما يحتاجه الأبناء لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم.
ويمكن للآباء جعل الرحلة مليئة بالحوافز والدعم، وتعزيز المهارات وإشراك الأبناء في اتخاذ القرارات وزيارة الأماكن الثقافية.
وقالت الباحثة مريم حسن راشد إن الخلافات الأسرية جزء من العلاقات، لكن التحكم فيها والتعامل معها بوعي مهم لاستقرار الأسرة.
وأوضحت أن تغيير الروتين وكثرة التفاعل اليومي خلال الإجازات يساهمان في زيادة الخلافات، وأشارت إلى غياب الحوار وتضارب التوقعات كأسباب رئيسية.
وشددت على أهمية إشراك جميع أفراد الأسرة في وضع خطة متوازنة ترضي الجميع، مشيرة إلى دورها في بناء بيئة أسرية مستقرة وآمنة.
وحددت الدكتورة بدرية الظنحاني أربع آليات لتجنب الخلافات، منها جلسة أسرية قبل الإجازة لتوحيد التوقعات، وتوزيع الأدوار بمرونة.
وأيضاً أهمية تخصيص فترات راحة فردية لكل شخص، وتخطيط مالي مسبق للإجازة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا