وزارة الدفاع الألمانية ترفع قدراتها بشكل كبير في إنتاج الأسلحة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 03:21 ص

وزارة الدفاع الألمانية ترفع قدراتها بشكل كبير في إنتاج الأسلحة

ناصر البادى

في ولايته الأولى كوزير للدفاع في ألمانيا، واجه بوريس بيستوريوس تحديات كبيرة في تأمين التمويل اللازم لإصلاح القوات المسلحة المتهالكة. لكن الحكومة الجديدة منحت هذا الأسبوع مبلغاً هائلاً قدره 650 مليار يورو لخمسة أعوام قادمة، وأصبح التحدي الرئيسي هو إنفاق هذه الأموال بفعالية.

يتعين على بيستوريوس مواجهة البيروقراطية التي تستغرق سنوات في اختيار وشراء المعدات العسكرية. عليه أيضاً الإشراف على توسعة صناعة الأسلحة، التي تعاني بالفعل من نقص القدرة الإنتاجية.

يجب تخصيص الأموال لتحديث الثكنات التي تعاني بعضها من أوضاع سيئة، وفقاً للهيئة الرقابية للقوات المسلحة.

أعلن بيستوريوس أن البلاد ستتمكن أخيراً من تأمين ما تحتاجه، بعد أن زادت ميزانية الدفاع الألمانية إلى 162 مليار يورو بحلول 2029، بما في ذلك الدعم لأوكرانيا، بنسبة زيادة 70% عن العام الحالي.

تضع الخطط الجديدة ألمانيا على المسار الصحيح لتحقيق هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإنفاق 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع الأساسي بحلول 2029، قبل ست سنوات من الموعد النهائي للتحالف الغربي.

يعتقد الخبراء أن ألمانيا التي تخطط للخدمة العسكرية التطوعية قد تضطر إلى اعتماد نموذج إلزامي، مما سيكلف الحكومة 3.2 مليارات يورو سنوياً.

أحرزت ألمانيا تقدماً في إصلاح الجيش منذ حرب أوكرانيا عندما كشف المستشار شولتس عن صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو للجيش. وقتها حذر قائد الجيش من أن قواته تفتقر إلى الأسلحة تقريباً.

باتفاق المستشار ميرتس على الاقتراض غير المحدود، أصبح من الممكن زيادة الإنفاق العسكري لتعزيز الجيش التقليدي، وتخطط ألمانيا لاقتراض 380 مليار يورو حتى 2029 لهذا الغرض.

قد يواجه نظام المشتريات الدفاعية الألماني تحديات كبيرة بسبب حجم الإنفاق. كان مكتب المشتريات الضخم في كوبلنز معروفاً باتباعه للأنظمة الوطنية والأوروبية ووضع متطلبات جمركية معقدة.

وزارة المالية في برلين كانت عائقاً آخر، حيث افتقر المسؤولون إلى الخبرة العسكرية في القرارات مثل عدد الغواصات اللازمة للبحرية الألمانية.

نجح بيستوريوس في تغيير الثقافة داعياً إلى السرعة بدلاً من الحلول الباهظة. استخدم صندوق الـ100 مليار يورو لطلب منتجات باهظة مثل طائرات "F-35" و"شينوك" ونظام "أورو 3" الدفاعي.

رغم ذلك لاتزال هناك إحباطات، حيث يستغرق وضع عقد عاماً كاملاً أحياناً. ويتأخر الموردون في التسليم وسط اختناقات صناعية هائلة.

يحذّر المحللون من مخاطر القرارات السيئة والهدر والتلاعب بالأسعار وسط زيادة الطلب، ويواجه نظام الدفاع الألماني خطر استخدام الأموال بسرعة على تقنيات مكلفة أو قديمة.

شركة "راينميتال" وشركات ناشئة مثل "هيلسينغ" يختلفون بشأن الدروس المستفادة من صراع أوكرانيا وكيفية الاستفادة من ميزانية الدفاع.

رئيس "راينميتال" يرى أن الحرب التقليدية عادت، بينما يؤكد مؤسس "هيلسينغ" أن التفكير العسكري يجب أن يتغير مبتعداً عن التركيز على المعدات الضخمة.

نائبة الرئيس في صندوق مارشال الألماني تؤكد ضرورة الوصول إلى المزيج المناسب من الأساليب القتالية بسرعة لتعزيز استراتيجية الناتو.


مواد متعلقة