تحديات اقتصادية تضغط على الحكومات إثر نقص العمالة المهاجرة
الثلاثاء 01 يوليو 2025 - 04:08 م

لقد شهدت السنة الماضية تغييرات جذرية في أعداد المهاجرين إلى البلدان الغنية، حيث خفضت بريطانيا عدد المهاجرين إلى النصف في عام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه. بينما كانت هناك تدفقات كبيرة من المهاجرين إلى كندا في منتصف عام 2023، لكن الأرقام انخفضت بشكل ملحوظ في وقت لاحق.
الولايات المتحدة بدأت تشهد تباطؤاً في التدفقات الصافية من المهاجرين خلال عام 2024. تحليل الأرقام يظهر أن نيوزيلندا كذلك كانت وجهة للمهاجرين، لكن الأعداد انخفضت خلالها بنسبة كبيرة مطلع هذا العام مقارنة بذروتها السابقة.
الأنماط المشتركة توضح تراجع في نسبة المهاجرين الذين يتجهون إلى دول غنية أخرى، بعد فترة من الزيادات الملحوظة خلال العامين الماضيين. التطورات السياسية في هذه الدول تلعب كذلك دور رئيسي في تحديد تلك التدفقات.
فرضت الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، سياسات صارمة من شأنها زيادة الرقابة على الحدود مع المكسيك. هذه السياسات أدت إلى تراجع أعداد الوافدين الجدد الذين يحاولون دخول البلاد من تلك الجهة.
سياسة الولايات المتحدة الجديدة تتضمن زيادة في عمليات الترحيل، وارتفاع النسب يشير إلى زيادة التركيز على تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك. هذه التغيرات تؤثر بشكل ملحوظ على قرارات المهاجرين المحتملين وتثنيهم عن محاولة الانتقال.
يشهد الاتحاد الأوروبي كذلك تحولاً في سياسته تجاه الهجرة، مع ارتفاع ملحوظ في نسب الترحيل خلال الفترة الأخيرة. المغرب وإيرلندا شهدت ارتفاعات كبيرة في أعداد الترحيلات الأخيرة.
فروق لغوية ومتطلبات أخرى أصبحت تفرض على المهاجرين الجدد في بريطانيا تحت سياسة حكومتها الحالية، حيث سجلت الحكومة الكندية كذلك توجه نحو تقليل أعداد المهاجرين في السنوات المقبلة.
التداعيات الاقتصادية لتراجع معدلات الهجرة كانت موضوع جدل حاد، حيث يرى بعض السياسيين والاقتصاديين أن لهذا التراجع تأثيرات إيجابية على الأجور ومستوى المعيشة داخل البلدان التي تستقبل المهاجرين.
تراجع الطلب على القوى العاملة في بعض القطاعات أدى إلى تغيير في توقعات الأجور الإجمالية في الدول الغنية، مما خلق تحديات جديدة لسوق العمل والاقتصاديات المحلية.
الزيادة الأخيرة في نسب البطالة تعد إشارة إلى التغيرات الحاصلة في سوق العمل وتأثيرات السياسات الجديدة، رغم أن الأرقام تشير إلى احتمالية أن المهاجرين السابقين كانوا قد لعبوا دوراً مفيداً كعمالة محلية في الاقتصادات التي تستضيفهم.
اتخذت بعض القطاعات التي تتضمن نسبة عالية من العمال المغتربين طابعاً مميزاً، حيث كان هناك أثر واضح على وتيرة نمو الأجور بها.
في سوق الإسكان، شهدت الأعوام الأخيرة تغيرات مثيرة للاهتمام في قيم إيجارات العقارات، بسبب عوامل مختلفة من ضمنها معدلات الهجرة المرتفعة التي أثرت بشكل كبير على العرض والطلب.
الأبحاث تشير إلى أن زيادة نسب السكان المهاجرين تؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع تكاليف السكن، ورغم الجدل حول الآثار الإيجابية والسلبية المرتبطة بتلك الزيادات إلا أن قلة الهجرة لم تؤدي إلى تخفيض الأسعار بشكل مباشر.
ارتفاع مستويات الإيجارات في الدول الغنية لا يزال مستمراً، والقوى السوقية تؤكد تفاعل عوامل متعددة أدت إلى هذه النتيجة. بينما تشهد أسعار المساكن نفسها ارتفاعاً في بعض الدول المتقدمة بفعل عدة عناصر اقتصادية واستهلاكية أخرى.
كان هناك تأثير ملموس للأحداث الاقتصادية الأخيرة على أسواق الأسهم، حيث أظهرت الشركات الأميركية التي تعتمد على المهاجرين تراجعاً في أداءها المالي على مدى الأشهر الأخيرة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا