أفعى تلدغ أميركياً 200 مرة في واقعة غريبة

الإثنين 09 يونيو 2025 - 02:57 م

أفعى تلدغ أميركياً 200 مرة في واقعة غريبة

ليلى زكريا

كان تيم فريد يشعر بالإحباط في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. دفعه ذلك إلى قبو منزله، حيث لدغه اثنان من أخطر الثعابين في العالم. واستيقظ من غيبوبته بعد مرور أربعة أيام.

قال الأميركي البالغ (57 عاماً) من منزله في بلدة تو ريفرز الصغيرة في ولاية ويسكونسن، "أعرف معنى الموت من لدغة ثعبان". ومع ذلك، بدلًا من النفور من الثعابين، قرر توخي الحذر أكثر في المستقبل.

على الرغم من الحادث، عمد تيم فريد أكثر من 200 مرة إلى ترك ثعابين سامة تلدغه بين عامَي 2000 و2018. وحقن نفسه بسمّها أكثر من 650 مرة، بهدف اكتساب مناعة كاملة ضدها.

سعى تيم من خلال تجاربه إلى الإسهام في تطوير مضادات السموم. وهو ميكانيكي شاحنات سابق لا يحمل أي شهادة جامعية، وحاول لسنوات أن يأخذه العلماء على محمل الجد.

وبعد 25 عاماً، نشرت مجلة "سيل" في مايو أبحاثاً استندت إلى تجاربه. أظهرت الأبحاث أن الأجسام المضادة في دمه توفر حماية ضد الكثير من لدغات الثعابين، ما يعزز الأمل في تطوير مضاد للسموم شامل.

لايزال تيم يتذكر اللدغة الأولى التي تعرّض لها في سن الخامسة من ثعبان غير ضار. قال: "خفت وبكيت ثم هربت". لكنه بدأ بإحضار الزواحف إلى المنزل، مخفياً إياها في مرطبانات المخللات، مما أغضب والدته.

تعلم تيم كيفية استخراج سم الثعابين من خلال دورة تدريبية. لم تشهد طرق صنع مضادات السموم تغييرات كبيرة خلال 125 عاماً، حيث تعتمد على حقن الخيول أو الأغنام بجرعات صغيرة من سم الثعابين.

اقتضت التجارب من تيم أن يلدغ من أنواع مختلفة مثل الكوبرا، التايبان، المامبا السوداء والأفاعي الجرسية، ووصف التجارب بأنها "مؤلمة في كل مرة".

تجاهله العلماء طويلاً، لكن في عام 2018 تواصل معه عالم المناعة جايكوب غلانفيل. غلانفيل كان يبحث عن "باحث ثعابين أخرق"، ووقع على مقطع فيديو لإنجازات تيم الخطرة.

قال له غلانفيل عند أول محادثة بينهما، "قد تجد هذا محرجاً، لكنني أود أن أحصل على بعض دمك". يحتوي مضاد السموم الذي يرتكز عليه دراسة غلانفيل على جسمين مضادين من دم تيم.

يحتوي أيضاً على دواء مثبط للسموم باسم "فيرسبلاديب". ووفّر هذا الدواء حماية للفئران ضد 13 نوعاً من الثعابين من أصل 19 نوعاً، وحماية جزئية ضد الأنواع الستة الأخرى.

تعمل شركة سنتيفاكس التي أسسها غلانفيل على تطوير مضاد سموم عالمي، ويمكن بيعها يوماً في أقلام حقن ذاتية التعبئة. تيم يعمل في "سنتيفاكس" ويقول إنه "فخور" بمساهمته في الطب.

ومع ذلك، يشعر بالندم لأنه لم يعد يستطيع حقن نفسه بالسم، إذ أنه يمكن إلقاء اللوم على الشركة في حال حدوث حادث. يقول تيم: "أفتقد ذلك".


مواد متعلقة