قمة الحكومات تستعرض تحديات و فرص المجتمعات طويلة الأجل

أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع شركة أوليفر وايمان تقريراً معرفياً جديداً بعنوان "عمر أطول؟! الفرص والاعتبارات". يهدف التقرير إلى استشراف فرص وتحديات زيادة نسبة الأفراد المعمرين في المستقبل، وذلك في ظل التطورات المتسارعة في التكنولوجيا الطبية.

التقرير يستعرض التطورات التي حدثت على مدى 75 عاماً في التقنية الطبية والصرف الصحي والرعاية الوقائية، بالإضافة إلى الخيارات الحياتية المتنوعة. كل هذه العوامل ساهمت في تحسين صحة الإنسان ورفع متوسط العمر المتوقع من 45 عاماً في خمسينات القرن الماضي إلى أكثر من 73 عاماً في الوقت الحالي.

خلص التقرير إلى أن متوسط العمر المتوقع للأفراد سوف يساهم في إيجاد فرص اقتصادية كبرى وحياة سعيدة في المستقبل. لكنه أشار إلى تحديات تتطلب نهجاً استباقياً من الحكومات، لمعالجة تأثير مجتمع المعمرين. ويشمل ذلك تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتطوير البنى التحتية المجتمعية.

التقرير يبرز تحديات استدامة النمو الاقتصادي لمجتمع المعمرين، والاستراتيجيات الضريبية الفعالة التي تساعد الحكومات على تغطية تكاليف ارتفاع متوسط العمر. التقرير يؤكد على أهمية الاستثمار في الحلول المبتكرة وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة لتحسين جودة حياة مجتمع المعمرين.

أكد مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد يوسف الشرهان، على أهمية الابتكارات في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الطبية في تحسين صحة الفرد ورفع متوسط العمر. وأكد على ضرورة استعداد الحكومات للتغييرات المستقبلية في تركيبة المجتمعات.

من جانبه، أشار عادل خيري، شريك في قسم العلوم الصحية والحياتية في أوليفر وايمان – الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أن التقرير يشكل خريطة طريق للحكومات والمؤسسات الخاصة لتبرز كيف يمكن التكيف مع تبعات هذا التحول واغتنام فرص الازدهار التي يوفرها.

يتناول التقرير مفهوم إطالة العمر، مع استكشاف الاحتمالات والابتكارات المتوقعة قريباً، ويسلط الضوء على الآثار المتوقعة لزيادة العمر على السياسات الحكومية والمجتمعية مثل سن التقاعد والمعاشات وتأثيره على السياسة الاجتماعية.

ويؤكد التقرير أهمية تجهيز الحكومات بالاستراتيجيات والسياسات المناسبة لمواجهة زيادة المعمرين والاستفادة منها لتعزيز النمو الاجتماعي. ويشير إلى ضرورة التوازن بين الفوائد الأخلاقية والتكاليف المتعلقة بتكنولوجيا الصحة.

يتناول التقرير بعض نماذج الابتكار في القطاع الصحي، مثل عمل مختبرات مرتوس لابس في الولايات المتحدة على تطوير تقنيات لإعادة برمجة الخلايا لتعود لحالتها الجنينية، بما يؤدي إلى عكس عملية الشيخوخة.