مباحثات جنيف حول معاهدة البلاستيك تتعثر وتواجه صعوبة
الإثنين 18 أغسطس 2025 - 01:05 ص

فشلت محادثات تهدف للتوصل إلى معاهدة دولية بشأن مكافحة تلوث البلاستيك، وذلك بسبب عدم توصل الدول المشاركة إلى توافق بشأن ما يهدد الكوكب. وقد حاول مفاوضون ومندوبون من 185 دولة إيجاد حلول وسط بعد انتهاء المهلة المحددة في جنيف، في محاولة لتحديد إجراءات للتصدي لالتحديات.
ولكن بالرغم من الجهود المبذولة، لم يتمكن المشاركون من التوصل إلى نتيجة حاسمة. بعض الدول تحبذ اتخاذ إجراءات جريئة مثل التقليل من إنتاج البلاستيك، في حين أن دول منتجة للنفط تفضل التركيز على إدارة النفايات.
ورغم الإحباط، أبدت الدول استعدادها للمضي قدماً في المفاوضات المستقبلية، بعد إجراء ست جولات خلال الثلاث سنوات الماضية. وأعربت كوبا عن الحاجة الملحة للمضي قدماً، لما فيه من مصلحة الكوكب والأجيال القادمة.
من جانبه، اعتبر ممثل عن كولومبيا أن هناك عرقلة من دول لا ترغب في الوصول إلى اتفاق. كما أن توفالو، التي تمثل دول جزرية صغيرة، أعربت عن أسفها لمغادرتها المفاوضات دون نتيجة.
تأكيداً على حجم المشكلة، قالت توفالو أن ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية تُلقى في المحيطات، مما يؤثر على البيئة والنظم الغذائية والثقافات المحلية.
وقد سعت مجموعة من الدول، من بينها الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية، للوصول إلى اتفاق يركز على الحد من إنتاج البلاستيك والتخلص من المواد الكيميائية السامة المرتبطة به.
بالمقابل، أرادت دول منتجة للنفط نطاقاً أضيق للمعاهدة. وصرحت الكويت بأن آرائها لم تؤخذ بالحسبان، في حين أن البحرين أكدت على ضرورة عدم معاقبة الدول النامية لاستغلال مواردها.
وعبرت أنييس بانييه روناشيه، وزيرة التحول البيئي الفرنسية، عن إحباطها من تعثر المحادثات.
مستقبل التفاوض لم يتضح بعد، حيث دعا البعض لجولة سابعة في حين رأى الاتحاد الأوروبي أن المسودة الأخيرة تمثل أساساً جيداً لاستمرار المفاوضات.
وأشارت جنوب إفريقيا أن المحادثات لا يجب أن تنتهي هنا. وسبق وبدأت المفاوضات في جنيف في أغسطس بعد انهيار جولة خامسة في كوريا الجنوبية في العام الماضي.
وبحكم تباعد المواقف، قدم رئيس المفاوضات لويس فاياس فالديفييس مسودة مستندة إلى نقاط الاتفاق المحدودة، ولكن تم رفضها من جميع الأطراف.
تم تقديم نسخة جديدة بعد منتصف الليل، ولكنها لم تجد ما يكفي لمواصلة المحادثات، وأعلنت فشل المفاوضات صباح الجمعة.
ينتج العالم سنوياً أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، نصفها يستخدم لمرة واحدة. والواقع أن 15% فقط من النفايات البلاستيكية تجمع لإعادة التدوير ويتم إعادة تدوير 9% منها فقط.
بينما يذهب نحو نصف هذه النفايات إلى مكبات القمامة، يُحرق 17% منها وتُشهد إدارة سيئة على 22%، ما يجعلها تتناثر كنفايات متناثرة.
بالفعل، مشكلة التلوث البلاستيكي متفشية بشكل ملفت، حيث وجدت الجزيئات البلاستيكية حتى على أعلى قمم الجبال وفي أعماق المحيطات وكذلك في أجسام البشر.
وقد تتضاعف مشكلات إنتاج البلاستيك بثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2060، مما سيرفع الإنتاج إلى 1.2 مليار طن والنفايات البلاستيكية ستتجاوز المليار طن، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا