زيلينسكي: لماذا يرفض ارتداء الملابس الرسمية؟

منذ فترة طويلة، يدور جدل واسع حول عدم ارتداء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ملابس رسمية تليق به كرئيس. عندما زار واشنطن يوم الجمعة قبل الماضية، استقبله الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلاً له ربما بسخرية: "أنت ترتدي ملابس أنيقة اليوم".

كان هذا تعليقاً ضمن تعليقات عديدة تلقاها زيلينسكي على أسلوبه في ارتداء الملابس ذلك اليوم، حيث انتهى باستجواب عدواني لإختياراته من مراسل شبكة تلفزيونية محافظة، الذي سأل: "لماذا لا ترتدي بدلة"؟ فأجاب زيلينسكي ببساطة: "سأرتدي بدلة بعد انتهاء هذه الحرب".

في رحلاته الدولية العديدة لتأمين الدعم العسكري والمالي لبلاده، اختار الرئيس الأوكراني التخلي عن الملابس التقليدية والاستعاضة عنها بملابس رياضية بسيطة، غالباً سوداء أو خضراء زيتونية، مع بنطال وأحذية عمل.

كان هذا الاختيار ثابتاً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022. في زيارته الأولى للولايات المتحدة بعد بدء الحرب، تحدث زيلينسكي أمام الكونغرس مرتدياً سترة خضراء زيتونية أصبحت الآن واحدة من سماته المميزة.

كما أن خزانة ملابسه كانت هي نفسها أثناء المحادثات مع زعماء العالم، أو عندما شارك مواطنيه غناء النشيد الوطني. وبالتأكيد، فإن قراراته بشأن ما يرتديه لها تأثيرات ورمزية مقصودة.

صرحت أجاثا جورسكي، المؤسسة المشاركة لمنظمة غير حكومية تهدف إلى الحفاظ على الثقافة الأوكرانية، بأن رئيسهم يعكس الواقع الذي يعيشون فيه، وأكدت أن زيلينسكي يشكل سرداً مهماً بأنهم في حالة حرب، وهذا هو واقعهم.

ولكن زيلينسكي ليس أول رئيس يرتدي زياً عسكرياً لدعم جهود بلاده الحربية. فقد زار ونستون تشرشل البيت الأبيض بزي يتكون من قطعة واحدة للاستخدام في ملاجئ الغارات الجوية.

مع ذلك، على عكس تشرشل، جعل زيلينسكي من ملابسه جزءاً ثابتاً من صورته، لم يغيرها في المناسبات الدبلوماسية وحرص دوماً على نقل رسالة واضحة عن حالة بلاده.

الزي العسكري يرتبط بالقوة والسلطة، ويزيد من الإحساس بالشرعية والخبرة لأي شخص يرتديه. لكن زي زيلينسكي ليس زياً رسمياً تماماً، فهو لا يرتدي ملابس الجنود الأوكرانيين ولا يرتدي ميداليات، مما يشير إلى أسلوب الجندي خارج الخدمة.