ثمانية من كل عشرة طلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لحل واجبات الرياضيات
السبت 13 ديسمبر 2025 - 11:11 م
خبراء وتربويون أكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن الذكاء الاصطناعي أعاد تشكيل مهام الطلبة في المدارس، حيث تراجعت الواجبات التقليدية أمام الحلول الرقمية السريعة والدقيقة.
معلمون أوضحوا أن شريحة واسعة من الطلبة تعتمد الآن على الذكاء الاصطناعي في إنجاز الواجبات، فيما يعتبره البعض فرصة لتعزيز التفكير النقدي والإبداعي عند استخدامه بوعي.
أجرت «الإمارات اليوم» استطلاعاً شمل 100 طالب وطالبة من المرحلتين الثانية والثالثة، بالإضافة إلى 50 ولي أمر، لرصد مدى اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي في الواجبات، وموقف أولياء الأمور من ذلك.
نتائج الاستطلاع أظهرت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من تجربة التعليم، حيث أفاد 70% من الطلاب باستخدامها يومياً، و25% بضع مرات أسبوعياً، و5% أحياناً لإنجاز أجزاء معينة.
تحليل أنماط الاستخدام كشف أن حل التمارين العلمية والرياضية هو الأكثر شيوعاً بنسبة 80%، يليه اعتماد الذكاء الاصطناعي في حل الواجبات بنسبة 77%، ثم البحث عن إجابات جاهزة بنسبة 76%، وتلخيص النصوص بنسبة 70%، وإعداد المشاريع والتقارير القصيرة بنسبة 60%.
دراسات حديثة تشير إلى أن أكثر من 86٪ من الطلبة حول العالم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في دراستهم، وبيانات المجلس الرقمي للتعليم تظهر أن أكثر من 90٪ من طلاب الإمارات يعتمدون عليه بشكل منتظم.
مع بدء تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعي بالمدارس، أصبح الاعتماد عليه جزءاً لا يتجزأ من تجربة التعلم اليومية، مما يفرض على المدارس إعادة النظر في مفهوم الواجب التقليدي.
الطلاب المشاركون أوضحوا الفرق بين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وبين التعلم الفعلي. سراج الدين عموري أشار إلى أنه أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا الدراسية خاصة لحل التمارين بسرعة لكنه لا يعوض التفكير النقدي.
ملك محمد أكدت أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي للبحث عن إجابات جاهزة وتسريع المشاريع، لكن تحليل النتائج والكتابة تظل مسؤولية شخصية.
ريم خالد ترى أهمية النقاش مع المعلم داخل الفصل لفهم أعمق رغم الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي.
أولياء الأمور أبدوا قبولاً متزايداً لاستعانة أبنائهم بالذكاء الاصطناعي باعتباره أداة تعليمية متطورة توفر الوقت والجهد وتساعد في تنظيم الدراسة بفاعلية.
الخبيرة التربوية شيرين موسى أشارت إلى أن الواجب التقليدي لم يعد يقيس مستوى التعلم الفعلي، ويدعو إلى إعادة تعريفه.
موسى أوضحت أن الذكاء الاصطناعي يصبح أداة مشروعة عند استخدامه لفهم المفاهيم، وتوليد أفكار مساندة وتحسين الجودة اللغوية أو التحقق من الحلول، لكن يجب أن يكون الطالب شريكاً وليس مستقبلاً للنتائج فحسب.
حذرت موسى من استخدامه كبديل كامل للتفكير أو للحصول على إجابات دون جهد، لأنه يتحول لغش يضعف مهارات الطالب ويقلل من القيمة التربوية للواجبات.
«الإمارات اليوم» رصدت مدارس خاصة تجاوزت القيود التقليدية باعتماد مشاريع ذكية تشمل تصميم نماذج وتقليل استهلاك الطاقة وتحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المعلمة حنان شرف قالت إن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة، لكن الواجب الحقيقي هو الذي يطور قدرة الطالب على التحليل واتخاذ القرارات.
وفاء الباشا أكدت على تصميم واجبات ذكية تتطلب تحليلاً شخصياً ومهارات تطبيقية، لا مجرد نسخ ولصق.
خبراء يؤكدون على أهمية تعزيز التقييم داخل الصف كعنصر أساسي مع الحفاظ على التوازن بين الواجبات المنزلية لتدعم التفكير والتطبيق العملي.
الخبير إبراهيم حربلي يرى أن التقييم داخل الصف يعكس مهارات الطالب في الوقت الحقيقي، بينما الواجب المنزلي قد يصبح إنجازاً آلياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يقلل دقته كأداة قياس.
المعلم سعيد عبدالوهاب يرى أن الواجب الذكي يدعم التعلم لكنه لا يغني عن متابعة الطالب داخل الصف، لاسيما في المواد التي تتطلب نقاشاً أو تجربه عملية، والحل الأمثل هو تكامل الاثنين.
شريفة علي أشارت إلى أن التركيز على التقييم داخل الصف يقلل من إجهاد الواجبات المنزلية ويعكس مستوى فهم الطلاب.
أولياء الأمور يرون ضرورة وجود إشراف مباشر عند استخدام الذكاء الاصطناعي في حل الواجبات الدراسية لضمان عدم تحولها لبديل عن الجهد الحقيقي للطالب.
مواد متعلقة
المضافة حديثا