الفاية تواصل خطواتها نحو الانضمام لقائمة التراث العالمي لليونسكو من الشارقة

الثلاثاء 03 يونيو 2025 - 02:21 م

الفاية تواصل خطواتها نحو الانضمام لقائمة التراث العالمي لليونسكو من الشارقة

مريم صوفان

في مرحلة جديدة من مسيرتها الثقافية والعلمية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة عبر إمارة الشارقة دعم ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو". يتزامن ذلك مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة.

تشير هذه الخطوة إلى التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني. يعكس الموقع الأثري "الفاية" قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية. يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام.

رُشِّح الموقع رسمياً في عام 2024 ضمن فئة "المشهد الثقافي"، ويجري حالياً تقييمه من قبل "مركز التراث العالمي" التابع لليونسكو. يُعد "الفاية" من أبرز المواقع المهمة بجانب عدد محدود من المواقع حول العالم.

تتولى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي دوراً بارزاً في جهود ترشيح "الفاية" عالمياً. تعكس هذه الجهود مسعى وطنياً جماعياً لرفع مكانة الموقع والتأكيد على ريادة الإمارات في مجالات الحفاظ على التراث الإنساني والدبلوماسية الثقافية و العلمية.

أشادت الشيخة بدور بأهمية الترشيح في إثراء التراث العالمي. ذكرت أن "الفاية" يقدم أحد أقدم السجلات للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية، ويعزز فهم هوية الإنسان القديم وفنون البقاء.

أضافت أن ترشيح "الفاية" لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع، ليس فقط لما تحمله من قيمة تاريخية، بل لقدرتها على إعادة توجيه الأجيال وتعزيز دورهم في بناء الحاضر والمستقبل.

على مدار أكثر من 30 عاماً، قامت "هيئة الشارقة للآثار" بالتعاون مع جامعتي توبنغن وأكسفورد بروكس، بأبحاث وتنقيبات في "الفاية". أُكتشفت 18 طبقة جيولوجية تسجل مراحل زمنية مختلفة من النشاط البشري.

تُظهر الاكتشافات أن "الفاية" لم يكن ممراً عابراً فحسب، بل وجهة للاستيطان البشري بفضل توفر المياه والأدوات الحجرية والمأوى الطبيعي، ما جعله بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ.

أبرز "الفاية" في مجاله من خلال توثيقه لتاريخ نادر من بقاء الإنسان وتغلبه على التحديات. أكد المدير العام لهيئة الشارقة للآثار، عيسى يوسف، على حماية "الفاية" اعتماداً على القانون والتعاون مع خبراء دوليين.

أوضح يوسف أن جهود الإمارات التعاونية جعلت من "الفاية" جهداً عالمياً يربط الماضي بالحاضر، مضيفًا أن الموقع يحظى بأهمية استثنائية على مستوى العالم وليس لإمارة الشارقة فقط.

طورت الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية "الفاية"، حيث تُوجِّه جهود الحفاظ وتنظم حركة الزوار من عام 2024 حتى 2030. تتماشى هذه الخطة مع معايير التراث العالمي لضمان استمرارية البحث والتطوير.


مواد متعلقة