فيتنام تواجه الصين بجزر عسكرية في بحر الصين الجنوبي

الأربعاء 05 نوفمبر 2025 - 02:58 ص

فيتنام تواجه الصين بجزر عسكرية في بحر الصين الجنوبي

منى شاهين

في المياه الفيروزية لبحر الصين الجنوبي، تتحدى فيتنام هيمنة بكين على أحد أهم الممرات البحرية في العالم. على مدى أربع سنوات، استخدمت فيتنام الصخور النائية والشعاب المرجانية لإنشاء جزر اصطناعية محصنة، ما يعزز وجودها العسكري في جزر سبراتلي.

هذه الأراضي تتضارب مع مطالبات الصين بالإضافة إلى تايوان، الفلبين، ماليزيا وبروناي. بُنيت الجزر الجديدة من الرمال والمرجان والصخور من قاع البحر، وتضم الآن موانئ ومهبط طائرات بطول ميلين للطائرات العسكرية، ومستودعات ذخيرة واسعة وخنادق دفاعية.

تتيح هذه المواقع العسكرية لفيتنام إبراز قوتها في جزر سبراتلي، وتمثل ردًا على تمدد الصين وتحسين تحصين جزرها هناك. التسليح الفيتنامي يتجاوز جهود أي دولة أخرى غير الصين في المنطقة، مما يجعل الجزر طريقًا حيويًا لإمداد القوات الأميركية في حال أي صراع.

تُظهر صور الأقمار الاصطناعية أن فيتنام أنشأت أراضٍ جديدة على العديد من الصخور والشعاب المرجانية. وقد تماثل هذا الجهد مع مبادرة الصين التي أنشأت جزرًا اصطناعية في الأرخبيل.

فيتنام شيدت أكثر من ثمانية كيلومترات مربعة من الأراضي الاصطناعية، مقارنة بنحو 16 كيلومترًا مربعًا شيدتها الصين. وبدأت استصلاح الأراضي بشكل موسع في عام 2021 مستخدمة زوارق تجريف ضخمة قرب شعاب سبراتلي.

تستخدم فيتنام حفارات لرفع المواد من مناطق القريبة للشاطئ لتوسعة سطح الجزيرة وتحصين الكتلة الأرضية الجديدة بجدران صخرية وخرسانية لحمايتها من التآكل.

يمكن رؤية نتائج هذا التحول في جزيرة ساند كاي، التي تطورت إلى موقع متقدم واسع يضم ميناء محصنًا وبنية تحتية عسكرية أخرى. الصين من ناحيتها، استخدمت جزرها لنشر سفنها وطائراتها لفترات أطول دون الحاجة للتزود بالوقود.

من المتوقع أن تستخدم فيتنام مواقعها الأمامية بطريقة مشابهة، وإن بدون نية الاعتداء على دول أخرى. تظهر جزيرة بارك ريف في فيتنام، كمثال للمرافق العسكرية المتقدمة ضمن استراتيجية الحماية.

على الرغم من هذه التحصينات، لم تعلن حكومة هانوي علنًا عن بناء بارك ريف. ومع ذلك، أكدت الحكومة على حماية سيادتها في المنطقة رغم تحفظها في الإفصاح عن تفاصيل المشروع.

القوات الصينية لم تسع لمنع جهود فيتنام في بناء المواقع العسكرية، وهذا يعكس علاقة معقدة بين الصين وفيتنام. اختلاف المعاملة ينتج عن العلاقة الاقتصادية والعسكرية بين البلدين.

تلعب الفلبين دورًا مختلفًا، وهي حليف للولايات المتحدة، وتعتبر الصين وجود الفلبين وكيلًا لواشنطن، التي تعارض تعزيز بكين لنفوذها في المنطقة.

مع ذلك، لم تعلن الولايات المتحدة رفضها العلني لجهود فيتنام في بناء الجزر، لأنها تراها رادعًا ضد غطرسة الصين في بحر الصين الجنوبي.

فيتنام ورغم تنامي قدراتها العسكرية، تدرك ضعفها النسبي مقارنة بالصين، وهذا ما يفسر السلبية النسبية التي واجهت بها الدول الأخرى إنشاء فيتنام لجزرها الاصطناعية.

مع ذلك، يتفق المحللون على أن إنشاء فيتنام لهذه الجزر الاصطناعية لا يشكل تهديدًا مباشرًا مثل بناء الصين لجزر محصنة تخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.


مواد متعلقة