بعد أوروبا.. آسيا تعاني من اكتظاظ السياح في الوجهات الأشهر

تشهد المدن التاريخية في أنحاء العالم عددًا متزايدًا من الزوار، حيث لم تعد بعض الشواطئ تظهر رمالها بسبب الحشود الكبيرة من السياح والطاولات والكراسي المنتشرة في كل مكان. ومع هذه الأعداد الكبيرة، يتعرض بعض السياح لمضايقات تحدث نتيجة سلوكيات غير مرغوبة من بعض الزوار. هذا المشهد مألوف خلال فترات السفر إلى المدن الأوروبية مثل برشلونة والبندقية التي عانت من الزحام وضغط السياح، مما أثر سلبًا على البيئة والمجتمع المحلي. الظاهرة لم تقتصر على أوروبا، بل بدأت تظهر في آسيا أيضًا، حيث تواجه بعض الوجهات السياحية هناك نفس التحديات. شهدت مواقع في آسيا مثل بالي وكيوتو تكدسًا كبيرًا من الزوار، مما أثر على حياة السكان المحليين. يقول غاري بورمان إن مناطق مثل بالي وكيوتو شهدت تركزًا للسياح، مما يؤثر سلبًا على البيئة والثقافة. أما شانون كلارك، فتروي تجربتها في اليابان حيث كانت تعاني من الازدحام الشديد خلال زيارتها مع شقيقتها. هناك أسباب متعددة لازدياد أعداد السياح، منها اهتمام الناس بالسفر بعد جائحة كورونا وانخفاض أسعار التذاكر. كما أن الحملات الترويجية من شركات السفر ساهمت في زيادة الأعداد. تقرير اتحاد السفر لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ يشير إلى نمو السياحة في آسيا بعد فترة التوقف. فيتنام شهدت نموًا في عدد السياح الدوليين بنسبة 21% مما يؤثر سلبًا على المواقع التراثية المدرجة في قائمة اليونسكو. تحتل التايلاند أيضًا مكانة بين الدول التي تعاني من مشاكل الازدحام السياحي، حيث أعلنت عن خطط لمواجهة هذه التحديات مثل الاختناقات المرورية ونقص المياه. نيكي سكوت تشير إلى أن التدفق السياحي المفرط له آثار سلبية مثل تدمير البيئة وتآكل الثقافة المحلية وزيادة التكاليف الحياتية مما يجعل المدن التاريخية تتحول إلى منتجعات تجارية. كيوتو اليابانية شكت من السياحة المفرطة، حيث زارها 56 مليون سائح العام الماضي، مما يؤثر سلبًا على حياة السكان. تخفيض الزوار وبناء حواجز مادية للتحكم في أعداد السياح أحد الخيارات التي يراها الخبراء للحفاظ على التوازن. جزيرة بوراكاي في الفلبين اضطرت للإغلاق لاستعادة توازنها البيئي، بينما تعمل تايلاند على استراتيجية مشابهة لحماية خليج مايا. التحديات لا تزال قائمة حيث يتجاوز السياح القواعد والتعليمات، مما يصعب من تحقيق الاستدامة البيئية.