بيئة رقمية خطرة على الأطفال تحت 12 عاماً بين التريند والتحديات العنيفة
الأحد 07 ديسمبر 2025 - 08:26 ص
أكدت أمهات لأطفال دون الـ 12 عاماً، أن استخدام الهواتف الذكية يؤثر بشكل كبير على سلوك أطفالهن. وصفت إحداهن طفلها بأنه "منفصل عن الواقع"، وأشارت إلى مروره بحالات تغيب فيها تواصله مع العائلة.
اتخذت أم أخرى قرار بحرمان طفلها من استخدام الهاتف، بعد أن لاحظت إصابته بنوبات غضب غير مفهومة. أما أم لطفل آخر، فأعربت عن قلقها بعد ملاحظة اهتمام طفلها بتقليد "التريندات" المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما قد يعرضه للخطر.
من ناحية أخرى، حذر أطباء وخبراء من تفاقم الأزمة الصامتة الناتجة عن الاستخدام المبكر للهواتف الذكية. وأشاروا إلى أن السماح للأطفال بامتلاك هاتف قد يؤدي إلى آثار طويلة المدى على نمو الدماغ وصحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي.
دعا هؤلاء إلى سن تشريعات تقيد أو تمنع امتلاك الأطفال الهواتف الذكية قبل سن 12 عاماً. وأكدوا أن الأدلة العلمية تدعم هذا الاقتراح، نظراً لأن دماغ الطفل قبل هذه السن يمر بمرحلة حرجة في النمو.
وفيما يتعلق بالتغيرات السلبية التي يسببها استخدام الهواتف، أوضحت الدراسات الحديثة أن انخفاض جودة النوم يزيد من خطر الاكتئاب بنسبة 30%، ويؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي بنسبة 20%. هذا إلى جانب زيادة خطر القلق بنسبة 30% للأطفال.
أكد الخبراء أن البيئة الرقمية الحالية غير مناسبة للأطفال، خاصة مع انتشار المحتوى العنيف والتحديات الخطيرة. لذا، طالبوا بالتشريعات ليس لأسباب اجتماعية وحسب، بل لأسباب علمية وقانونية تهدف لحماية الأطفال.
كشفت إحصاءات صادرة عن مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات أن 72% من الأطفال بين 8 و12 عاماً يستخدمون الهواتف الذكية يومياً، بينما لا يراجع سوى 43% من الوالدين نشاط أطفالهم الرقمي بانتظام.
روت موزة المزروعي تجربتها مع ابنها عبيد الذي بدأ يُظهر تغيرات واضحة في سلوكه نتيجة الاستخدام المستمر للهاتف. وأشارت إلى أن ذكاءه العالي لا يظهر بعد استخدامه الجهاز اللوحي، إذ يعجز أحياناً عن إجابة أسئلة بسيطة.
ومن جانبها، قالت فاطمة إبراهيم المعيني، والدة راشد، إن نوبات الغضب والعصبية لدى طفلها تزايدت إلى حد أن اعتدى على شقيقته الصغرى. جعلها هذا تدرك ضرورة التدخل بسرعة للحد من الاستخدام المفرط للهاتف.
قال الدكتور إبراهيم علام، استشاري أمراض الأعصاب، أن ذروة تحفيز الدماغ بسبب الهواتف الذكية تؤدي إلى التشتيت والقلق. وأكد ضرورة وضع تشريعات تمنع امتلاك الأطفال الهواتف قبل سن الـ12 عاماً.
أكد الدكتور سامح عبدالعظيم، استشاري طب الأطفال، على أهمية وضع قوانين تحد من امتلاك الأطفال دون سن الـ12 للهواتف، كي نضمن تكوين جيل يتمتع بصحة أفضل.
أشارت الدكتورة بونم سي أواتاري إلى أن انخفاض جودة النوم الناتج عن استخدام الهاتف يؤثر بشكل كبير على الأداء الأكاديمي للأطفال وقدرتهم على التركيز.
دعت الجمعية النهضة النسائية بدبي لتفعيل قوانين تشريعية تحد من امتلاك الأطفال للهواتف الذكية، وشددت على أهمية تعليم الأسر عن الخطر المحتمل لاستخدام الهاتف المبكر.
أظهرت الدراسات الحديثة أن الأطفال يتعرضون لمحتوى غير مناسب لأعمارهم من خلال الهواتف، مما يعرضهم لمخاطر العنف أو المحتوى غير اللائق أو التحديات الخطيرة.
وفي الختام، أكد المستشار القانوني طارق درديري على أهمية وضع ضوابط قانونية لتنظيم امتلاك الأطفال للهواتف، مشيراً إلى أن التحدي يكمن في تطبيق هذه النصوص في ظل الانتشار الواسع لاستخدام الأجهزة.
ولتعزيز المسؤولية التربوية، اقترح درديري إلزام الشركات المصنعة للهواتف بتوفير إعدادات آمنة للأطفال لا يمكن تعطيلها إلا من قِبل ولي الأمر.
تبقى حماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي مسؤولية تشاركية بين الأسر والمجتمع والجهات المختصة لضمان تنشئة جيل متوازن وصحي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا