قيود الصين على المعادن النادرة تهدد قطاع الصحة والأمن في أمريكا
الأحد 20 أبريل 2025 - 05:46 م

في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قامت بكين بمنع تصدير المعادن الأساسية المستخدمة في صناعة الدفاع إلى الولايات المتحدة، وهي نفس المعادن المستعملة أيضاً في بعض علاجات السرطان وفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي.
يمكن أن يواجه الأميركيون الذين يعانون من أورام الدماغ وسرطان الكبد والنوبات القلبية تحديات كبيرة في رعايتهم الطبية إذا منعت الحرب التجارية التي اشعلها الرئيس ترامب الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في تطبيقات الرعاية الصحية.
تعتبر الصين المصدر الرئيسي لجميع المعادن الأرضية النادرة تقريباً في العالم، والتي تحتوي على 17 معدناً تُستخدم في طيف واسع من المنتجات في قطاعات الدفاع والرعاية الصحية والتكنولوجيا.
لكن كجزء من ردها على التعريفات الجمركية الأميركية المتزايدة، فرضت بكين خلال أبريل قيوداً على تصدير عدد من المعادن الأرضية النادرة، مما زاد من احتمالية مواجهة الصناعات الأميركية نقصاً في هذه المعادن.
يعتقد العديد من المسؤولين في واشنطن أن التدابير الصينية الجديدة ستؤثر على الجيش الأميركي، لأن المعادن الأرضية النادرة ضرورية لتصنيع منتجات دفاعية مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار. لكن الخبراء يقولون إن التأثيرات السلبية على سلاسل الإمداد الطبية لا تقل خطورة.
تقول غريسلين باسكاران، خبيرة المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن المعادن النادرة تعدّ مواد أساسية لكثير من التقنيات الطبية التي نثق بها، ليس فقط للتشخيص بل أيضاً للعلاج.
تعتقد باسكاران أنه إذا كانت الإمدادات محدودة، فقد تُوجّه بعض الدول المتاحة منها نحو الدفاع لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وهذا قد يُقلل من الكمية المتاحة لقطاعات مثل الرعاية الصحية.
مع استمرار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تستورد الولايات المتحدة كمية كبيرة ومتزايدة من السلع الطبية الصينية، من بينها المضادات الحيوية ومسكنات الألم والضمادات، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الأولية اللازمة لتصنيع الأدوية الجاهزة.
تعتمد الصين، بفضل قدرتها على معالجة المعادن، على مخزوناتها الكبيرة منها، مما يجعلها تهيمن على سلسلة التوريد العالمية. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، صدرت الصين نحو 90% من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة المكررة في عام 2023.
سبق لبكين أن استخدمت هذه القدرة لأغراض سياسية، حيث حظرت بكين في عام 2024 تصدير ثلاثة معادن أساسية إلى الولايات المتحدة. وهذه المعادن هي الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، وهي مكونات مهمة في الإلكترونيات والألياف الضوئية وأشباه الموصلات.
في أبريل، فرضت بكين قيوداً على تصدير سبعة معادن أساسية أخرى، بما في ذلك الغادولينيوم والإيتريوم، مشيرة إلى طبيعتها ذات الاستخدام المزدوج، أي أن لها تطبيقات مدنية وعسكرية.
يتطلب تصدير هذه المعادن الآن تقديم طلب للحصول على إذن للحصول عليها من الصين، وقد يستغرق ذلك ما يصل إلى 45 يوماً وفقاً لوزارة التجارة.
تعتبر استراتيجية الحد من صادرات المعادن النادرة هدفاً لتوجيه ترامب إلى طاولة المفاوضات، مع تقليل تأثيرها على اقتصاد وسكان الشركاء التجاريين.
يستخدم الغادولينيوم لإنتاج سائل تباين يُحقن في المرضى قبل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يساعد الأطباء على تشخيص أورام الدماغ بسهولة أكبر.
صرح أستاذ الأشعة توماس جريست أنه إذا أصبحت صعوبة الحصول على الغادولينيوم أكبر، فإن رعاية المرضى ستعاني بشكل كبير، نظراً لأهمية هذا العامل في تصوير الرنين المغناطيسي.
بلغت صادرات الأدوية الصينية إلى الولايات المتحدة 19 مليار دولار في عام 2024، مما يؤكد مخاوف توجه التفوق التجاري الصيني.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم