الفروسية بأناقة إماراتية: تراث عالمي يجذب الأنظار

السبت 01 نوفمبر 2025 - 11:02 م

الفروسية بأناقة إماراتية: تراث عالمي يجذب الأنظار

مريم صوفان

أُنشئت مدرسة أبوظبي للفنون الفروسية الأميرية في أبوظبي، وهي تعتبر خامس مدرسة عالمية متخصصة في فنون الفروسية الكلاسيكية، بعد المدارس الموجودة في النمسا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا. تمثل المدرسة خطوة مهمة في الحفاظ على الإرث الأصيل لفنون الفروسية وتعزيز الفخر الوطني بهذا الفن التاريخي.

تقع المدرسة في جزيرة الجبيل بأبوظبي وتهدف إلى المزج بين التراث والابتكار، بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. تضم المدرسة 40 خيلاً إسبانياً أصيلاً وتم اختيار الموقع بعناية لما يتمتع به من ارتباط بطبيعة الإمارات.

تركز المدرسة على تطوير الشخصية القيادية للفارس، بالإضافة إلى تعليم ركوب الخيل. فهي تحتوي على مدرسة ومعرض ودار للحرف، وتقدم خمسة برامج تدريبية متنوعة تناسب مختلف المستويات والخبرات في عالم الفروسية.

تشمل البرامج التدريبية تنمية القدرات القيادية للفارس، وتدريبه على الفروسية الكلاسيكية، والاهتمام بالعروض الرسمية والمحافل الدولية. كما تقدم تدريباً للمختصين في الخيول للنهوض بمستوى خدمات النوادي الفروسية.

تقدم المدرسة برامج تدريبية للخيول نفسها لتصل إلى مستوى الأولمبيات، إضافة إلى برامج للناشئين والأطفال من أصحاب الهمم، مما يعكس أهمية دمج جميع الفئات في هذا الفن النبيل.

تحمل المدرسة طرازاً معمارياً مميزاً يجمع بين الأندلسي والطابع الإماراتي، وقد تم تصميمها بعناية لتحقيق الراحة للخيول والزائرين على حد سواء. تبلغ مساحتها 65 ألف متر مربع وتشتمل على جميع المرافق اللازمة لتقديم تدريب ورعاية عالية الجودة للخيول والفرسان.

تحتوي المدرسة على أكبر معرض للفروسية في العالم العربي، حيث يضم 173 قطعة أثرية نادرة تعكس مراحل تطور الفروسية عبر التاريخ. تظهر القطع المعروضة الجوانب الثقافية والتاريخية المميزة لهذا الإرث.

يشتمل المعرض على أعمال فنية للفنانة الإماراتية ريم المبارك، تعكس من خلالها الإرث والتقاليد الفروسية والعلاقة المتينة بين الخيل والفارس، مستفيدة من الرمال المحلية في تصميم لوحاتها.

تضم المدرسة مكتبة ضخمة تحتوي على أكثر من 15 ألف كتاب، تركز على تاريخ الفروسية وثقافة وتاريخ الإمارات، معتبرة ثاني أكبر مكتبة للفروسية في العالم.

دار الحِرَف بالمدرسة تسعى لإحياء صناعة السروج التقليدية، من خلال مشغلها الأول من نوعه في الإمارات، وتقديم التدريب للأجيال الجديدة تحت إشراف أمهر الحرفيين.

إضافة لطابع عربي محلي مميز يظهر في الملابس والتجهيزات، كما تحتفي المدرسة بمواهب الفنانين الإماراتيين وأعمالهم، مشجعة على دمج الثقافة المحلية في منهجية التعليم والفنون الفروسية.

تسعى المدرسة لتعزيز الهوية العربية في المجال، متيحة فرصة فريدة لتطوير المهارات القيادية والرياضية للفارس، بالإضافة إلى توفير بيئة متقدمة تدمج بين الجذور والتحديث.


مواد متعلقة