إماراتية تتحدى الأعماق وتكتشف محيطات العالم كله
الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 11:02 م
لم تكن الكابتن حمدة المنصوري تتخيل أن جائحة كورونا ستغيّر مسار حياتها، وتنقلها من روتين العمل إلى عالم البحر المليء بالمغامرة والخطر والجمال، ففي وقت تبحث كثيرات من النساء عن هواية تميزهن، اختارت ابنة الإمارات طريقاً صعباً مختلفاً تماماً، يبدأ من سطح البحر وينتهي في أعماق تتجاوز الـ100 متر.
أصبحت أول إماراتية تمارس الغوص التقني العميق، بعد أن جمعت بين الشجاعة والعلم وحب الاكتشاف لتصبح نموذجاً للمرأة التي كسرت الحواجز وواجهت الخطر بابتسامة، لتزرع شغف المغامرة في فتيات الإمارات.
البحر بالنسبة لحمدة المنصوري ليس خوفاً، بل هوية وشفاء واكتشاف للذات، ومجال للفخر، فهي ترى أن رفع علم الإمارات في أعماقه إنجاز يجب الاعتزاز به.
وقالت: «إن كنا أبناء الصحراء، فنحن أيضاً أبناء البحر، ولم نتركه، بل وصلنا إلى أعمق نقطة فيه».
في مستهل حوارها مع الإمارات اليوم، توقفت الكابتن حمدة عند بداية تعلقها بهواية الغوص وتزامن ذلك مع ظروف الجائحة العالمية التي فرضت قيوداً كثيرة على التنقل والحركة.
قررت البحث عن مكان بعيد ومفتوح، تشعر فيه بالانعتاق والأمان، فتعلقت بالبحر، ومضت في اكتشاف أسراره، مشيرة إلى أن مهاراتها في السباحة ساعدتها على الالتحاق بدورة متخصصة في مجال الغوص الترفيهي.
حصلت فيه على أول رخصة، من ثم، زاد شغفها بالأعماق التي اكتشفت أنها المكان الوحيد الذي لا تشعر فيه بالوقت والحيز الأمثل للتأمل والسكينة، فانطلقت في سبيل تحقيق المزيد من الخبرات والمغامرات.
بدأت الكابتن حمدة بمستوى أوبن ووتر دايفر، وهي أول وأهم شهادة أساسية في عالم الغوص الترفيهي، ثم مضت في تحصيل المزيد من الشهادات المتخصصة في المجال لتنال بجدارة شهادة الغواص المتقدم.
من ثم الإنقاذ، ومن ثم مساعد مدرب، وشهادة مدربة غوص ترفيهي، وصولاً إلى المجال الأصعب والأكثر خطورة، وهو الغوص التقني.
كثيراً ما كنت أسمع من المدربين أن الغوص العادي يتوقف عند حدود 40 متراً، فكنت أتساءل لماذا الوقوف عند هذا الحد؟ وعندما لم أجد إجابة مقنعة، بدأت أبحث بنفسي، لأكتشف أن الإنسان يمكنه النزول لأعماق أكبر باستخدام تقنيات معينة ودقيقة.
لم تكتفِ الكابتن حمدة بالغوص العميق، بل سعت إلى توسيع تجربتها لتشمل غوص الكهوف والجليد، غصت في أماكن كثيرة حول العالم، في الإمارات، مصر، النرويج، بودابست، جنوب إفريقيا، أوروبا، آسيا، وأستراليا.
كما غصت أيضاً في جزر فيجي وبالاو في المحيط الهادئ، وأعتقد أنني لم أترك قارة إلا وغصت في مياهها، لأن البحر بالنسبة لي لا حدود له، وهو العالم الذي أنتمي إليه.
ولم يتوقف شغف حمدة المنصوري عند حدود هواية الغوص وتحصيل الشهادات المعتمدة، بل تعدتها إلى مجال التدريب في مختلف إمارات الدولة.
دربت الكثير من الشباب من الرجال والنساء، كما نجحت في تدريب عائلات كاملة من الآباء والأمهات والأطفال من أعمار مختلفة، مؤكدة تشجيعها الدائم للأشخاص لخوض غمار هذه التجربة المليئة بالاكتشافات.
في الختام، لفتت الكابتن حمدة إلى سعيها تأسيس مدرستها الخاصة في مجال الغوص، ورفع سقف طموحاتها في هذا المجال الصعب محلياً ودولياً.
أصعب لحظاتها تحت الماء كانت في إحدى رحلات الغوص داخل سفينة غارقة، حيث كانت الممرات ضيقة جداً، وأصبح الخروج صعباً.
بعد استثمار ما تعلمته من دورات التدريب على الغوص في الكهوف، تعاملت مع الموقف بهدوء، وخرجت من هذا المأزق بأمان.
مواد متعلقة
المضافة حديثا