طلبة يبتكرون طرقاً لإخفاء المواد الغذائية في الحقائب المدرسية

ازدادت الملاحظات حول المخالفات الغذائية بين طلاب المرحلتين الثانية والثالثة في المدارس، حيث يتم جلب مشروبات وأطعمة غير مدرجة على قائمة المقاصف المدرسية. وقد ابتكر بعض الطلاب طرقاً لإخفاء هذه المنتجات خلال فترات الاستراحة.

تأتي هذه الممارسات في ظل استخدام الطلاب لأكواب حرارية لإبقاء مشروب 'الماتشا' ساخناً طوال اليوم الدراسي. وكذلك، يتم تعبئة مشروبات الطاقة في زجاجات مياه شخصية لتبدو كمياه طبيعية، وتسلل عبوات 'الإندومي' الجافة إلى الحقائب لتؤكل كمقبلات، بالإضافة إلى لف الشيبس الحار داخل خبز التورتيلا بإتقان.

أكدت إدارات المدارس على ضرورة تعزيز الرقابة الصحية داخل الحرم المدرسي، وإشراك أولياء الأمور في توجيه أبنائهم نحو البدائل الصحية. وأصدروا تعليمات واضحة بشأن الأطعمة والمشروبات الممنوعة والتي تشمل الصودا ومشروبات الطاقة، والشيبس والمأكولات المقلية الأخرى.

تهدف هذه الإجراءات إلى مواجهة مشكلات السمنة والأمراض المزمنة التي قد تصيب الطلبة في سن مبكرة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. كما تسعى لتوفير بيئة مدرسية داعمة للتعليم من خلال تحسين تركيز الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي.

أوضحت المستشارة الأسرية، عائشة علي البيرق، أن الطلاب يتفننون في إيجاد طرق لإحضار الأطعمة غير الصحية متأثرين بتوجهات منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات التجارية. وتحث أولياء الأمور على إدراك الأثر السلبي لهذه الممارسات.

تعتبر الأسرة والتعليمات الواضحة من المدرسة أركاناً أساسية للحد من السلوكيات الغذائية الضارة. وهناك خيارات متعددة من الأغذية الصحية التي تناسب مختلف الفئات العمرية وتدعم النمو المتوازن للطلاب.

تتابع المدارس الإجراءات بصرامة، حيث يتم مصادرة الأطعمة المخالفة وتوجيه الطلاب وإبلاغ أولياء الأمور. وفي حال تكرار السلوك، يتم اتخاذ إجراءات تأديبية.

حذرت الدكتورة زبيدة الإسماعيلي من مخاطر بعض المشروبات مثل الطاقة و'الماتشا'، مشيرة إلى محتوياتها العالية من الكافيين والسكر وتأثيرها السلبي على صحة الأطفال في الفئات العمرية من 10 إلى 15 عاماً.

أكدت على ضرورة الامتناع عن ترويج هذه المنتجات للأطفال، لما تسببه من اضطرابات صحية مثل فرط النشاط وارتفاع ضغط الدم، وقد كشف تحليل أن مشروبات الطاقة تحتوي على 80 ملغ من الكافيين في العبوة الواحدة، بالإضافة إلى 27 غراماً من السكر.

شرحت الإسماعيلي أن تناول وجبات النودلز تحتوي على نسب عالية من الصوديوم تصل إلى 1600 ملغ في الوجبة الواحدة، مما يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

الأطفال الذين يستهلكون الشيبس الحار والأطعمة المصنعة الأخرى معرضون لتهيج المعدة وزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة، مما يعزز عادات غذائية غير صحية.

نصح الدكتور عادل سجواني بأنه يجب التركيز على التغذية السليمة في المدرسة، محذراً من المشروبات الغنية بالسكر التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري وضعف العظام.

أشار سجواني أيضًا إلى تحولات الماتشا التجارية إلى مشروبات غير صحية، بتأثير الكميات الكبيرة من السكر والمنكهات الصناعية.

أكد على دور الأسرة في غرس العادات الصحية، فلا يمكن للطلاب تبني السلوكيات الصحية دون القدوة في المنزل.

إدارية في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة تؤكد أن جهود التوعية تشمل توجيه رسائل إلى أولياء الأمور حول اختيار وجبات متوازنة وصحية، ومراقبة محتوى حقائب الطلاب.

تشدد الإدارة على تقديم بدائل صحية في المقاصف وتشجيع الطلاب على تبني خيارات غذائية صحيحة من خلال أنشطة توعوية.