معلمو الحاسوب: رواد تكنولوجيا المستقبل وأبطال الثورة الرقمية

الجمعه 16 مايو 2025 - 07:56 ص

معلمو الحاسوب: رواد تكنولوجيا المستقبل وأبطال الثورة الرقمية

سعيد المنهالى

أكد خبراء وتربويون في مجال التعليم أن معلمي الحاسوب في مدارس الإمارات أمام مهمة وطنية تتمثل في تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي ابتداءً من العام الدراسي القادم. تهدف هذه الخطوة إلى إعداد "جيل الخوارزميات" القادر على استخدام التكنولوجيا وفهمها وتحليلها وصناعتها بوعي ومعرفة.

أوضح هؤلاء الخبراء أن دور معلمي الحاسوب سيتجاوز تعليم البرمجة وتشغيل الأنظمة ليكون محورياً في هذا المشروع الوطني. ستتمثل المهمة في إحداث تأثير حقيقي في عقول الطلبة من خلال تقديم تجارب متكاملة تربط منهاج الذكاء الاصطناعي بسياقات حياتهم اليومية.

تستلزم هذه المهمة تحولاً جذرياً في أدوار المعلمين لتواكب طبيعة المنهج الجديد. يشمل ذلك دمج التقنية بالتفكير التحليلي والقيم الأخلاقية، ليصبح المعلم مهندساً للعقل وموجهاً للفضول وميسّراً لفهم أدوات المستقبل بلغة الحاضر.

تكلم عدد من معلمي الحاسوب عن حماسهم لتدريس مادة الذكاء الاصطناعي، حيث يرونها نقلة نوعية في المسار التعليمي تتطلب استعداداً معرفياً ومنهجياً مختلفاً.

وأوضح خبير الذكاء الاصطناعي، محمد عبد الظاهر، أن مع اعتماد وزارة التربية والتعليم للذكاء الاصطناعي كمنهج دراسي، تبرز الحاجة إلى تدريب متخصص للمعلمين ليكونوا عناصر محورية في بناء جيل قادر على قيادة الطفرة الرقمية المقبلة.

قدم عبد الظاهر تصوراً متكاملاً لإعداد المعلمين بناءً على رؤية تدريبية شاملة ترتكز على ثلاث مراحل تضمن جاهزيتهم المعرفية والمهارية والتربوية لتدريس الذكاء الاصطناعي.

تبدأ العملية بفهم المفاهيم الأساسية مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات، والاطلاع على التطبيقات العملية لهذه المفاهيم، كما يتضمن التدريب تعزيز الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها.

تركز المرحلة الثانية على المهارات من خلال دمج المعلمين في دورات مثل "الذكاء الاصطناعي للمعلمين" وتصميم مشروعات دراسية عبر أدوات مفتوحة المصدر.

نشدد على توفير الدعم المستمر، حيث ينبغي توفير منصات رقمية تفاعلية تحتوي على مناهج مرنة ومصادر موثوقة وأمثلة تطبيقية.

وضعت الدكتورة شيرين موسى توصيات تؤكد على أهمية إشراك الجامعات ومراكز الابتكار التربوي في تأهيل المعلمين وتقديم حوافز مهنية لهم.

أشارت إلى أهمية إعداد حقيبة تدريبية موحدة تراعي تباين خصائص الطلبة، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية بشكل متكامل.

يرى الدكتور بسام مكاوي ضرورة توفير الأدوات اللازمة للمعلمين لتمكينهم من تقديم الذكاء الاصطناعي كتجربة يمر بها الطلاب وليس مجرد محتوى نظري.

يشدد المعلم إبراهيم القباني على حاجة المعلمين إلى تدريب متخصص لتبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي، خاصة للطلاب في المراحل الدراسية الأولى.

تطالب المعلمة حنان شرف بسرعة إنجاز مناهج الذكاء الاصطناعي وتوفير موارد تعليمية باللغة العربية لتعزيز تبادل الخبرات بين المعلمين في الدولة.


مواد متعلقة