لطفي لبيب يثير الجدل بسبب السفير الإسرائيلي في تشييع اليوم بمصر

اليوم تُشيع القاهرة جثمان الفنان المصري لطفي لبيب من كنيسة مار مرقس في منطقة مصر الجديدة، ليترك خلفه إرثًا زاخرًا بالأعمال القيمة والفنية. كانت مسيرة لطفي لبيب طويلة وملهمة، حيث شارك في حوالي 400 عمل فني، على الرغم من بداياته المتأخرة في عالم الفن.

تعود بداية مشواره الفني إلى ما بعد فترة تجنيده التي استمرت ست سنوات في الجيش المصري مرورًا بأربع سنوات قضاها في الخارج، لتنطلق رحلته الفنية في بداية ثمانينيات القرن الماضي. أحد أدواره الشهيرة كان دور السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة".

هذا الدور كان نقطة تحول موفقة في مسيرة لطفي لبيب، حيث اختاره عادل إمام خصيصًا لهذا الدور. المخرج عمرو عرفة عبّر عن قلقه من الطابع الكوميدي المعهود للطفي لبيب، ولكنه تفاجأ بالأداء الجدي الذي قدمه الفنان الراحل في تجسيد هذه الشخصية بدقة وإتقان.

تجاوب المخرج مع أداء لطفي لبيب الرائع بزيادة مشاهده في الفيلم، ومن ضمنها مشهد "التورتة" الشهير الذي يحتفل فيه السفير الإسرائيلي بعيد ميلاد بطل الفيلم. لطفي لبيب تحدث في لقاءات تلفزيونية عن كيف كان لهذا الدور تأثير كبير على مسيرته الفنية.

رغم التحذيرات من بعض الفنانين مثل محمد هنيدي من تقديم دور السفير الإسرائيلي، إلا أن المخرج سعيد حامد دعمه ورأى أن هذا الدور سيكون له شأن كبير في تاريخ لطفي لبيب الفني. الفنان الراحل قرر بعد فترة إعلان اعتزاله الفن نهائيًا وتفرغ للكتابة كوسيلة جديدة لإبراز إبداعه.

الفنان لطفي لبيب وُلد في محافظة بني سويف عام 1947 وتخرج من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية. انضم بعد ذلك للمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970. خدم في القوات المسلحة المصرية وشارك في حرب 1973، وكتب قصة درامية عن الحرب بعنوان "الكتيبة 26".

تمنى لطفي لبيب تحويل قصته عن الحرب إلى عمل سينمائي، مُعبرًا عن رؤيته وموهبته الأدبية بجانب موهبته الفنية. كانت حياة لطفي لبيب رحلة من التعلم، الفن، والتعبير عن الذات بوسائل متعددة، تاركًا أثرًا لن يُنسى في قلوب جمهوره.