زيادة الطلب على النمل الكيني تهريب إلى أوروبا وآسيا

الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 04:51 ص

زيادة الطلب على النمل الكيني تهريب إلى أوروبا وآسيا

ناصر البادى

تعتبر عمليات القبض على مهربي الصيد الجائر أمرًا شائعًا لدى ضباط هيئة الحياة البرية في كينيا، حيث يتمتعون بمهمة حماية الكائنات الحية في البلاد. لكن ما حدث في الآونة الأخيرة كان استثنائيًا في أحد دور الضيافة غرب البلاد. عندما اقتحم الحراس المكان، واجهوا حالة تهريب غريبة.

وجد الحراس هناك أكثر من 5000 نملة معدّة للتهريب، وُضعت في أنابيب خاصة. كل نملة كانت بحجم ظفر صغير لا يتجاوز (18 - 25 ملم). كان المهرّبون، مراهقان بلجيكيان، يخططان لإرسال النمل إلى أسواق الكائنات الأليفة الغريبة في أوروبا وآسيا.

الأنابيب المستخدمة احتوت على صوف قطني، هو ما تقول السلطات إنه سيحافظ على حياة الحشرات لأسابيع. أحد المهرّبين، لورنوي ديفيد، أعرب عن دهشته وقال: "لم نخطط لخرق أي قوانين. لقد وقعنا في الأمر بغباء ودون قصد".

اعترفا ديفيد وزميله سيبي لودويكس، وكلاهما يبلغ من العمر 19 عامًا، بالذنب في المحكمة. تم اتهامهما بقرصنة كائنات الحياة البرية. في قضية أخرى، قُبض على رجلين آخرين لمحاولتهما تهريب 400 نملة.

سلطت القضيتان الضوء على ازدهار تجارة النمل العالمية، حيث أظهرت السلطات توجهاً متزايداً نحو الاتجار بالكائنات الدقيقة. تحذير من أن هذا الاتجاه قد يهدد التنوع البيولوجي. وأشار التقرير إلى تحول التركيز من الثدييات الكبيرة الشهيرة إلى الأنواع الأقل شهرة، لكنها بيئيًا مهمة.

القضيّتان أثارتا اهتمامًا بظاهرة تربية النمل وجمعها، وهي هواية نمت خلال العقد الماضي. الأنواع المضبوطة شملت نملة "ميسور سيفالوتس"، وهي نملة موطنها شرق إفريقيا. يصل طول ملكاتها إلى (20 - 24 ملم)، وتعتبر مطمعًا لعشّاق هذا المجال.

موقع "آنت آر آص" المتخصص في بيع النمل، وصف هذه الأنواع بـ"الحلم"، حيث تُباع مستعمرة واحدة مقابل 99 جنيهًا إسترلينيًا. جامعوا النمل يثمّنون سلوكها الفريد ومهاراتها في بناء المستعمرات، وتُربى النمل في موائل تُعرف بـ"فورميكاريا".

أحد بائعي النمل عبر الإنترنت، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، قال بأن هذه التجارة تشهد نمواً ملحوظاً. مختصون يُبدون قلقاً من عواقبها الاقتصادية والبيئية، إذ أن إخراج النمل من بيئته قد يسفر عن أضرار باهظة.

هيئة الحياة البرية الكينية أشارت إلى أن التصدير غير القانوني للنمل يقوض السيادة الوطنية على التنوع البيولوجي. عواقب سلبية تهدد المجتمعات المحلية ومؤسسات البحث. عالم الحشرات دينو مارتينز تحدث عن أهمية النمل في النظام البيئي للسافانا الإفريقية.

كما أشار إلى أن النمل الحصاد يجمع البذور ويخزنها كنموذج فريد لأي مستعمرة نمل. يقترح مارتينز أن تجارة النمل يمكن أن تتم بشكل أكثر استدامة من خلال تربية مُحكمة للحشرات.

فيليب موروثي من المؤسسة الإفريقية للحياة البرية أضاف أن النمل يغني التربة ويساعد في توفير الغذاء لأنواع أخرى، مما يُبرز أهمية حماية النمل وضمان التوازن البيئي.


مواد متعلقة