تفاصيل صادمة: العواصف القاتلة تتصاعد في آسيا بسبب أزمة المناخ

الأحد 14 ديسمبر 2025 - 06:56 ص

تفاصيل صادمة: العواصف القاتلة تتصاعد في آسيا بسبب أزمة المناخ

منى شاهين

وفقًا للعلماء، تزداد حدة العواصف القاتلة بفعل أزمة المناخ التي أدت إلى زيادة الأمطار الغزيرة والفيضانات في آسيا، مما تسبب في وفاة أكثر من 1750 شخص. تتكرر الفيضانات بسبب الأمطار الموسمية، ولكن العلماء يشيرون إلى أن هذا ليس طبيعيًا. في سريلانكا، غمرت الفيضانات الطابق الثاني من المباني، وفي جزيرة سومطرة الإندونيسية تفاقمت الفيضانات بسبب تدمير الغابات.

تضرر الملايين عندما ضرب إعصار "ديتوا" سريلانكا، وإعصار "سينيار" سومطرة، وشبه جزيرة ماليزيا، في نهاية نوفمبر. تحولت هذه الأحداث إلى واحدة من أعنف الكوارث المرتبطة بالطقس في التاريخ الحديث. أوضحت دراسة نفذتها منظمة "وولد ويذر أتربيوشن" أن الأمطار الغزيرة التي استمرت خمسة أيام زادت بنسبة تتراوح بين 28 و160%، مما يعكس تأثيرات الاحترار العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية.

أصبحت الفيضانات في سريلانكا الآن أشد بنسبة تتراوح بين 9 و50%. فقد أحصي وفاة ما لا يقل عن 1750 شخص، واستمر المئات في عداد المفقودين، وأثرت الأعاصير على الصحة بشكل كبير. تشير دراسة أن الوفيات نتيجة لأمراض مثل السكري وأمراض الكلى تزايدت بعد هذه العواصف. واستفرت الأوضاع الأكثر فقراً حيث فقد الكثير من الناس منازلهم وسبل عيشهم.

الدكتورة سارة كيو، أكاديمية في المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، أكدت على أن تغير المناخ يعزز من قوة الأمطار الموسمية، موضحة أن الجمع بين الأمطار الموسمية الغزيرة وتغير المناخ هو مزيج قاتل. الأمطار الموسمية ظاهرة طبيعية في هذه المنطقة، لكن ما هو غير طبيعي هو زيادة شدة هذه العواصف.

وأكد البروفيسور لاليث راجاباكسي من جامعة "موراتوا" في سريلانكا أن الأعاصير أصبحت حقيقة مقلقة، حيث تسببت في أمطار غير مسبوقة وخسائر كبيرة في الأرواح وعطلت الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير. وأضاف أن الفيضانات التي تصل عادة إلى قدمين كحد أقصى ارتفعت إلى 14-15 قدمًا في بعض المناطق.

يتفق العلماء أن أزمة المناخ الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري تزيد من غزارة وشدة الأمطار. حيث يستطيع الهواء الأكثر دفئًا الاحتفاظ برطوبة أكثر، مما يفاقم كمية الأمطار. الدراسة استعرضت سجلات الطقس ووجدت زيادة كبيرة في شدة الأمطار في المنطقة المتضررة من إعصار "سينيار".

استخدم الباحثون نماذج المناخ لتقدير احتمال حدوث ظواهر مناخية متطرفة بسبب الاحترار العالمي. ورغم أن النماذج لم تتكرر بشكل كامل، إلا أن تحليل البيانات يشير بقوة إلى زيادة الاحترار العالمي من شدة الأمطار بسبب الأعاصير. عن "الغارديان".

الدراسة الحديثة أكدت أن الوفيات الناجمة عن أمراض كالسُكري وأمراض الكلى تزداد بعد العواصف الشديدة، ما يؤكد الطبيعة المعقدة للتأثيرات المناخية على الصحة العامة.


مواد متعلقة