خبراء يحذرون: مستقبل كرة اليد الإماراتية في خطر قريبًا
الأحد 15 يونيو 2025 - 06:15 م

يشير رياضيون إماراتيون إلى أن كرة اليد ستواجه تحديات كبيرة في السنوات الخمس المقبلة. فمع تقدم أعمار لاعبي المنتخب الوطني الأول بمعدل 36 عاماً، واقتصار الفِرَق الشبابية على ثلاثة أندية فقط في الموسم الحالي، تصبح الأمور أكثر تعقيداً. ويشهد الواقع تراجعات في نتائج المنتخبات، سواء في بطولات الرجال أو الناشئين، مما يستدعي القلق.
وفي حديث لـ«الإمارات اليوم»، أكد الخبراء أن اللعبة أمام مستقبل غامض وصعب. يُذكر أن المنتخب وقع في المرتبة التاسعة في كأس العرب، وحقق فقط انتصار واحد وتعادل واحد. علاوة على ذلك، محدودية دوري الشباب في موسم هذا العام يقتصر على أندية الشارقة والوصل والبطائح، ويصطدم منتخب الناشئين بلاعبين أكبر سناً وأكثر خبرة لتكملة البطولة.
تكمن المشكلة في تراجع عدد الأندية العاملة في كرة اليد، والتي كانت في بداياتها تضم أكثر من 30 نادياً. هذه الأندية كانت تلتزم بنظام الصعود والهبوط، والذي أسس لقاعدة منافسة قوية. وبسبب تقلص الأعداد، يواجه الدوري ضعفاً يؤثر سلباً على مستويات اللاعبين، مما ينعكس في النهاية على أداء المنتخبات الوطنية.
وفي سياق آخر، يوضح المحلل ومدرب كرة اليد الدكتور محمد عبدالرزاق، أن المنتخب لم يظهر بالمستوى المرجو في كأس العرب، حيث اتجهت منتخبات كثيرة للتجنيس لتعزيز صفوفها. أما الدوري المحلي للشباب، فيقتصر الآن على تسعة أندية فقط، مما يجعل أمام اللعبة مستقبل مرهون بتلك الأندية القليلة.
الاتحاد لا يتحمل وحده المسؤولية عن قلة المواهب والأندية. وعلى الرغم من كون الأندية هي المنبع الأساسي للمنتخب، فإن العدد المحدود من الأندية يجعل الأمور صعبة. بعض الأندية مثل الشارقة والوصل والبطائح تحملت الآن عبء دوري الشباب، ما يضيف لأهمية وضع استراتيجيات تطويرية لضمان استمرارية اللعبة.
من ناحية أخرى، يُشدّد المدرب السابق فايز بجبوج على أن المنظومة الرياضية يجب أن تتصدى لظاهرة غياب اللعبة في كثير من الأندية. يجب أن تكون كرة اليد جزءاً حيوياً من خريطة الرياضة في الإمارات، خاصة مع تاريخ اللعبة الحافل.
تعاني كرة اليد إلى جانب الألعاب الجماعية الأخرى من نقص الميزانيات، مما قد يؤدي إلى مخاطر تهميشها أو حتى تجميدها في بعض الأندية. تقتصر حاليًا منافسات دوري الرجال على عدد قليل من الأندية، ما يجعل اللعبة أقل شعبية وضيقاً في الفرص.
الاتحاد لديه مسؤولية في تعديل الوضع الحالي من خلال ضبط توازن اللاعبين الأجانب والمقيمين لصالح العنصر الوطني. كما يتعيّن عليه التوصل إلى قوانين تحد من تأثير الأجانب والمقيمين والمواليد في الدوريات المحلية، لتسمح للمواهب المحلية بالظهور والازدهار.
من جانبه، يشير المدرب خالد أحمد إلى أن اللعبة تمرّ بفترة حرجة، بسبب متوسط أعمار اللاعبين الأوليين وصعوبة تطوير المواهب الجديدة. تظل التحديات قائمة بفعل نقص المواهب في فئات الشباب والناشئين.
ويُعرب أحمد عن قلقه بخصوص الدور الكبير الذي يلعبه اللاعبون المقيمون في الفئات العمرية. إذ يعتمد البعض على الإدراج المفرط لهؤلاء اللاعبين دون إفساح المجال للمواهب المواطنة، مما قد يؤثر سلباً على خطط تطوير اللعبة على المدى البعيد.
تحقيق نادي الشارقة لمراكز متقدمة في البطولات الآسيوية يُثبت أن الجهود الفردية للنادي قد تؤتي ثمارها، لكن هناك حاجة لتفكير أوسع في تطوير المنافسة المحلية لتعزيز دوريات أكبر تشمل العديد من الأندية، ما يجعل اللعبة أكثر حيوية وإثارة.
تتضمن التوصيات لتطوير اللعبة الحد من الاعتماد على الأجانب والمقيمين في المباريات للمساهمة في تعزيز مهارات اللاعبين المحليين. يجب على المنظومة الرياضية العمل على إحياء النشاط في الأندية والمساهمة في التطور المستقبلي للعبة. كما يجب أن يوازن بين التجنيس وتطوير المواهب المحلية لضمان استمرارية النجاح.
مواد متعلقة
المضافة حديثا