خبراء: النعاس يوازي تأثير الكحول على السائقين بشكل غير قانوني

الأحد 15 يونيو 2025 - 11:50 م

خبراء: النعاس يوازي تأثير الكحول على السائقين بشكل غير قانوني

ميساء الشيخ

يجد العديد من السائقين أنفسهم مضطرين للعمل لساعات طويلة في الليل، خاصة من أصحاب المهن الحيوية مثل سائقي الشاحنات وحراس الأمن ومقدمي الرعاية الصحية، وهي وظائف لا غنى عنها لسلامة وصحة المجتمع.

وعندما يعمل هؤلاء الأشخاص في ظل إرهاق شديد، فإنهم غالباً ما يكونون عرضة لقيادة مركباتهم وهم متعبون، مما يشكل خطراً حقيقياً عند تفاقم حالات الإرهاق لتؤثر سلبياً على تركيزهم.

أوضح العديد من الأطباء أن القيادة خلال فترات النعاس أو الإرهاق الشديد تشكل خطراً جسيماً على الأرواح، باعتبار أنها قد تؤدي إلى حوادث مرتفعة الخطورة. قيادة المركبة بعد بقاء الشخص مستيقظاً لفترة تتراوح بين 18 إلى 24 ساعة، تساوي القيادة تحت تأثير الكحول بنسبة تتراوح بين 0.05% إلى 0.1%.

وأشاروا في حوار مع "الإمارات اليوم" إلى أن حرمان الشخص من النوم الكافي يبطئ عمل بعض المناطق في الدماغ، لاسيما تلك المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرارات، مما يزيد من مخاطر وقوع الحوادث.

تم تحديد خمس علامات تدل على عدم تمكن الفرد من القيادة، وحينها يعرض سلامته وسلامة الآخرين للخطر. طالبوا بتطوير إجراءات قانونية مشابهة لمكافحة القيادة تحت تأثير الكحول، قائلين إن الإرهاق يستحق التصنيف كعامل خطر مشابه للقيادة تحت تأثير الكحول.

على الرغم من أن القانون يقضي بتجريم القيادة تحت تأثير الكحول، إلا أن القيادة تحت تأثير الإرهاق أو قلة النوم لا تُعالج بنفس الجدية من بعض الأفراد، رغم خطورتها.

أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية وقوع 127 حادثاً مرورياً على مدار السنوات الخمس الماضية بسبب التعب والإرهاق والنعاس أثناء القيادة.

في السياق ذاته، صرح الدكتور محمد المعتز، اختصاصي المخ والأعصاب، بأنه عندما لا يحصل الشخص على قسط كاف من النوم، تتباطأ بعض المناطق في الدماغ المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرارات، وقد يحدث ما يعرف بنوبات الغياب المؤقتة المشابهة للغفوة.

وأكد أن قلة النوم تؤدي إلى تأثير مشابه للكحول على النظام العصبي، حيث يبطئ من ردود الفعل ويضعف من القدرة على اتخاذ القرارات الآمنة.

كشفت الدراسات أن البقاء مستيقظاً لفترات طويلة يُعادل التأثير السلبي للكحول على السائقين. من الضروري تركيز السائقين وملاحظة علامات التعب، مثل التثاؤب المستمر والصعوبة في إبقاء العينين مفتوحتين.

وبالنسبة لتناول القهوة ومشروبات الطاقة، اعتبر أنها قد تمنح السائق يقظة مؤقتة، إلا أنها لا تُعيد وظائف الدماغ لحالتها الطبيعية.

الدكتور نشأت هنداوي، رئيس قسم الطوارئ، شدد على مخاطر القيادة في ظل الإرهاق، مشيرًا إلى استقبال حالات شديدة التعقيد في حالات الطوارئ نتيجة لتأثير الإرهاق على السائقين.

قال الدكتور هنداوي أن هناك حوادث كثيرة تحدث بسبب عدم حصول السائقين على قدر كافٍ من النوم، ما يؤدي إلى ردود فعل بطيئة وفقدان الوعي المؤقت، خاصة أثناء الليل والنهار الباكر.

أحد أخطر الإصابات التي تلاحظ في مثل تلك الحوادث هي إصابات الرأس وكسور العمود الفقري والنزيف الداخلي.

نبه إلى أهمية وضع إجراءات قانونية واضحة للحد من القيادة تحت التأثير الإرهاق. يجب تصنيف الإرهاق كعامل خطير، ويستلزم تنظيم ساعات القيادة خاصة للمهن التي تعتمد على التنقل، وتزويد السائقين بأجهزة تقييم اليقظة.

الدكتور عصام سماحة، الأخصائي النفسي، حذر من استهانة الكثيرين بتأثير التعب، حيث يظنون بأنهم قادرون على القيادة بتركيز رغم الإرهاق.

قال الدكتور سماحة أن هناك علاقة قوية بين الضغوط النفسية والإصرار على القيادة في ظل التعب، حيث يلجأ البعض إلى القيادة كوسيلة للهروب.

وأوضح أن التوتر يضعف التفكير العقلاني ويزيد من احتمال اتخاذ القرارات الخطأ خلال القيادة.

اقترح الدكتور سماحة ضرورة تبني حملات توعية تسلط الضوء على المخاطر النفسية، بالإضافة إلى الجسدية، وتقديم قصص حقيقية لأفراد فقدوا حياتهم بسبب القيادة الإرهاقية.

دعا إلى تطوير برامج توعية ودمجها في التعليم والمجتمع لتعليم السائقين كيفية تقييم حالتهم النفسية والجسدية قبل القيادة.

برنامج لكشف النعاس يعمل على منع الحوادث الناتجة عن النوم والإرهاق، يوفر أنظمة مساعدة متنوعة تهدف لجعل القيادة أكثر أماناً، وهي تساهم في تقليل الاحتمالات البشرية الخاطئة.

وتشتمل هذه الأنظمة على أجهزة تحذير للسائق وتنفيذ الكبح التلقائي عند الحاجة.


مواد متعلقة