التمويل الألماني والرؤية البريطانية يعززان القوى الدفاعية لأوروبا

السبت 22 نوفمبر 2025 - 05:12 ص

التمويل الألماني والرؤية البريطانية يعززان القوى الدفاعية لأوروبا

منى شاهين

منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في ولايته الأولى عام 2017، سادت حالة من القلق على الدول الأوروبية بسبب تصريحه المتكرر حول ضرورة تخفيف الولايات المتحدة من أعباء الدفاع عن أوروبا في إطار حلف شمال الأطلسي.

تجددت المخاوف مع عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، الأمر الذي حث الدول الكبرى في أوروبا على إعادة التفكير في استراتيجيات الدفاع استعداداً لاحتمال انكماش الحماية الأميركية.

يأتي ذلك بالتزامن مع التصعيد الروسي تجاه الغرب منذ حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، مما أضاف مزيدًا من التأهب في القارة الأوروبية.

وفي تحليل نُشر على موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني، ذكر الجنرال سير ريتشارد بارنسون أن المملكة المتحدة تواجه صعوبة في تنفيذ مراجعة استراتيجيتها الدفاعية للعام الحالي.

أوضح بارنسون أن المراجعة حددت ودعت إلى تحول عميق وواسع لكيفية تصميم وتشغيل القوات المسلحة، لم تشهد البلاد مثله منذ أكثر من 100 عام.

نقص التمويل وحاجة بريطانيا لمزيد من الوقت للتخطيط المالي تعيق تنفيذ هذه الإجراءات، مما يزيد من التحديات أمام تحقيق الأهداف الدفاعية.

في الوقت ذاته، تسعى ألمانيا للتحول إلى القوة العسكرية التقليدية الأبرز في أوروبا في غضون خمس سنوات، على الرغم من أن هذا الطموح لا يزال أقل من الطموحات البريطانية.

تشير المراجعة الدفاعية البريطانية إلى مطلبين: الردع وتحديد إمكانيات التنفيذ ضمن إطار مالي محدد لعقد كامل.

هذا الإطار يعكس الظروف المالية الصعبة في بريطانيا، حيث تواجه البلاد نمواً اقتصادياً معدوماً، وضغوطاً على القطاع العام، وتقنيات محدودة لزيادة الضرائب.

تتوقع بريطانيا وصول قدراتها الدفاعية إلى المستويات المطلوبة خلال عشر سنوات، لكن العقبات المالية تؤخر المضي قدماً.

شركاء بريطانيا في الناتو يرون ضرورة التقدم الملموس في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، وهو ما يزيد الضغط على بريطانيا لتقديم خطط دقيقة وسريعة.

يفسر هذا الفجوة بين الحاجة الملحة للدفاع والقيود المفروضة على الإنفاق السريع، مما خلق تعقيدات في تطبيق مراجعة الدفاع.

ألمانيا، من جهتها، ستستثمر أموالًا كبيرة لتحقيق رؤيتها الدفاعية في العقد القادم، مما سيجعلها تتفوق على بريطانيا وفرنسا.

تعهد المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مايو الماضي بأن يصبح الجيش الألماني الأبرز في أوروبا.

تخطط ألمانيا لإنفاق 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول 2029، أي ما يعادل 162 مليار يورو سنويًا.

من المتوقع أن تنفق ألمانيا 649 مليار يورو في السنوات الخمس المقبلة، منها 400 مليار يورو سيتم تمويلها عبر الاقتراض الحكومي.

بارونز يرى أن بريطانيا لديها أفكار تطوير طموحة لكنها تواجه صعوبة في تحمل كلفتها، بينما تمتلك ألمانيا خططًا مالية ضخمة لكن بتفكير قد يكون قديمًا.

لذلك، سيكون الردع الأوروبي أكثر كفاءة إذا تم الجمع بين التفكير البريطاني والقدرة المالية الألمانية.

ومع الاستثمار الذكي والشراكات الصناعية الجديدة، يمكن تحسين أداء المراجعة الدفاعية البريطانية من خلال شراكة أعمق مع ألمانيا.


مواد متعلقة