خالد بن محمد بن زايد يفتتح رسمياً متحف التاريخ الطبيعي بأبوظبي

الخميس 20 نوفمبر 2025 - 10:27 م

خالد بن محمد بن زايد يفتتح رسمياً متحف التاريخ الطبيعي بأبوظبي

عادل جمال

شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اليوم، حفل الافتتاح الرسمي لمتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي. يقع المتحف في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات ويمتد على مساحة تزيد عن 35,000 متر مربع.

يُعتبر المتحف الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويمتاز بتركيزه على استعراض الإرث والتاريخ الطبيعي للمنطقة العربية. يعزز افتتاح متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في خريطة الثقافة والبحث العلمي عالمياً.

يوفر المتحف فرصة للزوّار والباحثين للاستمتاع برحلة عبر 13.8 مليار عام من تاريخ الأرض والكون والحياة. يتم ذلك عبر معارض وتجارب تفاعلية وأبحاث علمية رائدة تجمع بين التاريخ والمعرفة والاكتشاف في مكان واحد.

يضم المتحف مجموعة نادرة من النيازك والأحفوريات العملاقة، بجانب عروض تخيّلية للطبيعة في أبوظبي. كما يحتوي المتحف على معارض تفاعلية وبرامج تعليمية تُعرِّف الزوّار بتاريخ الكون والتنوُّع البيولوجي.

يحتوي المتحف أيضاً على مركز بحثي متخصص يعني بعلوم الحفريات والأحياء والبيئة، إسهاماً في توسيع دائرة المعرفة والثقافة، ودعماً للجهود الدولية في حماية الطبيعة واستدامتها للأجيال القادمة.

أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن افتتاح المتحف يُمثّل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في دولة الإمارات وإمارة أبوظبي. يوفر منصة علمية مبتكرة تُعزز المعرفة وتفتح آفاقاً أوسع للبحث والاكتشاف.

نوه سموه بأهمية هذا الصرح العلمي والثقافي الذي يُجسّد الرؤى الطموحة التي تتبناها أبوظبي. تسعى الإمارة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي لإنشاء المتاحف والمعارض التاريخية والفنية.

قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي محمد خليفة المبارك: "يُشكل متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي ركيزةً محوريةً في المنطقة الثقافية في السعديات. يسهم في ترسيخ مشهد ثقافي متكامل يعكس طموح الإمارة وريادتها".

أضاف: "مع تحولات كوكبنا المتسارعة، تتضاعف مسؤوليتنا في رصد وتوثيق وفهم ما يجري حولنا. يعد المتحف مكاناً ملهمًا للأجيال ليفكروا في مستقبل الأرض ويسهموا في صياغة إرث إنساني عالمي".

حضر حفل الافتتاح سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء؛ وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.

ضم الحفل أيضاً شخصيات بارزة مثل الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، بجانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين. يحتوي المتحف مجموعة من أبرز الاكتشافات العلمية في عالم الحفريات.

من بين الاكتشافات، قطيع متكامل من الصوربودات، الديناصورات العملاقة ذات الأعناق الطويلة، بخمسة أنواع مُعرضة لأول مرة عالمياً. كما يعرض المتحف أحد أكمل هياكل تيرانوصور ريكس المكتشفة وديناصور ترايسيراتوبس ثلاثي القرون.

يستعرض المتحف رحلة زمنية تمتد لسبعة ملايين عام، تكشف ملامح البيئة الطبيعية القديمة لأبوظبي. حين كانت الأراضي عبارة عن سهول خضراء تعيش فيها كائنات متنوعة، منها الفيل العملاق ذو الأنياب الأربعة.

يقدم المتحف عينات ومعروضات علمية تفاعلية تروي قصص الأرض والكون والحياة، ضمن تجربة تعليمية وبحثية تعزز الفهم العلمي وتلهم الجيل الجديد لاكتشاف الطبيعة والحفاظ عليها من أجل تعزيز استدامتها.

يجسد المتحف من خلال معروضاته ريادة دولة الإمارات في التعليم والبحث العلمي، إذ يوفر للزوّار فرصة التأمل في معارض تروي أعظم قصة للطبيعة. يضع المتحف التعليم والبحث العلمي ضمن أولوياته.

يسعى المتحف إلى تعميق الفهم العلمي بعرض ماضي وحاضر ومستقبل المنطقة، بما يدعم الأبحاث ويلهم الشباب لاكتشاف عوالم الأرض وحماية كنوزها الطبيعية. يكرس المتحف جهوده لتعزيز الوعي البيئي وترسيخ مفاهيم الاستدامة.

يؤمن المتحف بأن حماية الكوكب تبدأ من المعرفة، إذ يوفر فضاءً للتفكير والتعلُّم والبحث العلمي في التنوع البيولوجي. يفتح أبوابه لكل من يسعى إلى فهم علاقة الإنسان بالطبيعة ومسؤوليته تجاهها.

يوفر المتحف مساحات تعليمية ومعرفية متخصصة، لتمكين الطلبة والباحثين ليصبحوا علماء المستقبل وحماة التنوع البيولوجي، عبر برامج تعليمية تفاعلية وورش عمل ومبادرات مجتمعية تحول الشغف باستكشاف الطبيعة إلى معرفة علمية مبنية على الحقائق.

يفتح المتحف أبوابه للجمهور اعتباراً من 22 نوفمبر 2025، حيث يقدم تجربة تعليمية ومعرفية متميزة تثري الزوار من مختلف الأعمار، وتأخذهم في رحلة تفاعلية عبر الزمن لاكتشاف تاريخ الكون وتطور الحياة على الأرض.

ينضم متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي إلى معالم ثقافية عالمية في المنطقة الثقافية في السعديات، تضمُ متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية، إلى جانب متحف زايد الوطني ومتحف "جوجنهايم أبوظبي" المرتقب افتتاحهما قريباً.


مواد متعلقة