عيادات تقدم خصومات كبيرة على العمليات التجميلية بمناسبة نهاية العام

الجمعه 26 ديسمبر 2025 - 12:03 ص

عيادات تقدم خصومات كبيرة على العمليات التجميلية بمناسبة نهاية العام

ضاحى بن سرور

امتدت تخفيضات المواسم التجارية لتصل إلى غرف العمليات، مع عروض ترويجية لعمليات تجميلية وجراحية مثل تكميم المعدة وشفط الدهون، بالتزامن مع مواسم كالأعياد ورأس السنة، ما أثار الجدل بشأن حدود التسويق في قطاع يرتبط بصحة الإنسان.

تواصلت الصحيفة مع أربع عيادات للتجميل عرضت خصومات على العمليات عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث استجابت العيادات بسرعة للاستفسارات، وشرحت عروضها، وحددت مواعيد قريبة للاستشارة، وأوضحت الأسعار المخفضة وفترات سريان الخصومات.

وفي مواجهة هذا الظاهرة الإعلانية، حذر أطباء من توسع تسويق العمليات الجراحية عبر الخصومات الموسمية، معتبرين أنها تثير إشكاليات مهنية وأخلاقية، مؤكدين ضرورة أن يكون القرار الطبي قائماً على الحاجة العلاجية لا على الحوافز التسويقية.

أكد الأطباء أن بعض العمليات مثل تكميم المعدة تعتبر تدخلات جراحية كبرى تتطلب تقييمًا شاملاً للحالة الصحية والنفسية للمريض، وحذروا من ربطها بالتخفيضات، مما قد يُقلل من الوعي بالمخاطر المحتملة.

ويشدد الأطباء على ضرورة إصدار تشريعات تضبط الإعلانات الصحية، لضمان عدم تضليل الجمهور أو التأثير على قرارات علاجية حساسة بسبب المناسبات. وأكد استشاري جراحة عامة رفضه تحول الطب إلى سلعة تخضع للتجارة.

الإعلانات الطبية تسيء للمهنة، وتحول المريض إلى زبون، وهو إنسان يحتاج إلى رعاية طبية. يُرى في الخصومات والإغراءات الموسمية في الطب إساءة للمهنة، ويُدعى للحد منها.

وأشار إلى أنه يمكن خفض الأسعار دون استخدام أساليب دعائية، التي تشجع لإجراء عمليات جراحية وكأنها ملابس أو أثاث، وطالب بترخيص الإعلانات الطبية ورقابة صارمة عليها.

من جانبها، أوضحت رئيسة قسم الجراحة التجميليّة أن التخفيضات جزء من استراتيجيات تسويق رقمي متقدمة لجذب المرضى وزيادة الطلب، وخلق إشكاليات في مبدأ الاستطباب الطبي.

تؤكد الدكتورة أن تسليع الجراحة قد يضعف مفهوم القرار العلاجي المشترك، وتحذر الجمعيات الطبية العالمية من الإعلانات بوعد غير واقعي للنتائج، وتطالب باحترام المبادئ الأخلاقية في الإعلانات.

الدكتور نافع الياسي أكد على التفريق بين الطب العلاجي والتجميلي، حيث يقبل الخصومات في التجميل لكنه يرفضها في العمليات العلاجية مثل تكميم المعدة، وطالب بألا تُعامل الإجراءات الطبية بمنطق تجاري.

في جولة ميدانية، تواصلت الصحيفة مع عيادات أظهرت استجابة سريعة للاستفسارات وشرحت العروض، وحددت مواعيد قريبة للاستشارة ووضحت الأسعار المخفضة وفترات سريان الخصومات، مع تفاوت العيادات في الجانب الطبي والتقييم الصحي.

هذا الحراك المهني يتزامن مع تصاعد الدعوات لتنظيم الإعلان الطبي، لضمان توازن بين حق المنشآت الصحية في التعريف بخدماتها، وحق المرضى في اتخاذ قرارات علاجية آمنة استنادًا إلى تقييم طبي وأخلاقي بعيدًا عن تأثيرات المواسم والعروض الترويجية.


مواد متعلقة