إعادة التفكير في التكييف تفوز بأذهان الفرنسيين

الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 05:34 ص

إعادة التفكير في التكييف تفوز بأذهان الفرنسيين

ناصر البادى

باريس تستعد لتحديات الطقس القاسي، حيث تشتد موجة الحر عبر أوروبا، محطمة أرقام قياسية في درجات الحرارة. تعاني إسبانيا من يونيو الأكثر سخونة في التاريخ، بينما تصل درجات الحرارة في البرتغال إلى 47 درجة مئوية، مع تسجيل حالات وفاة جديدة في إيطاليا وفرنسا وسط تحذيرات من موجات حارة متزايدة في المستقبل.

هذه الظواهر ليست جديدة على أوروبا، ولن تختفي قريباً. أكدت دراسة من معهد برشلونة للصحة العالمية على وفاة نحو 50 ألف شخص في 2023 بسبب الحرارة الشديدة. وتتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تبقى درجات الحرارة العالمية مرتفعة خلال الخمس سنوات القادمة.

رغم رفض الفرنسيين تقليدياً لمكيفات الهواء، فإن التغير المناخي يدفعهم لتغيير رأيهم. بدأت بعض العائلات في استخدام مكيفات صغيرة رغم الثقافة المحلية. ومع ذلك، ما زال البعض يعتبرها حلاً مؤقتاً يضر بالبيئة ويساهم في تفاقم أزمة المناخ.

تشدد فرنسا وأوروبا عموماً على ضرورة تحسين العزل في المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات. تتطلع الدول لزيادة استخدام السيارات الكهربائية، وزراعة الأشجار، وإنشاء حدائق جديدة للمساعدة في تبريد المدن.

الأوروبيون يشعرون بآثار الحر على حياتهم اليومية، حيث يواجهون صعوبة في تبريد منازلهم القديمة. دراسات تشير إلى أن ملايين المباني في فرنسا تفتقر للعزل الجيد، مما يجعلها غير قادرة على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.

أغلقت مئات المدارس أبوابها الأسبوع الماضي بسبب الحرارة، بينما اقترحت أخرى على الآباء إبقاء أطفالهم في المنزل، ما أثر سلباً على الاقتصاد نتيجة غياب الآباء عن العمل. تتساءل البلدات حول فعالية تركيب مراوح للمساعدة في تخفيف الحرارة.

تجارب لتركيب مراوح السقف في بلدة قرب ليون أثبتت نجاحها، حيث أشارت التقارير إلى تركيب 150 مروحة في أكثر من 30 مبنى، مع تقليل استهلاك الطاقة بمقدار 40 ضعفاً مقارنة بالمكيفات.

تحسين البنية التحتية بما في ذلك استخدام المراوح دليل على أن أوروبا تستطيع اتخاذ خطوات أفضل في التصدي لأزمة المناخ بفضل معارفها. يبقى التحدي الأكبر تحديث المباني التاريخية الجميلة بشكل يحد من استهلاك الطاقة.

مع توقعات بتحسن الطقس قريبا، يواصل الفرنسيون تمسكهم بالحلول الإبداعية، من بينها وضع مكعبات الثلج أمام المراوح أو حتى البقاء في قسم الأطعمة المجمدة في المحلات.


مواد متعلقة