"الهروب الرابع للساحر الإيطالي يشعل مطاردة مكثفة من السلطات"

الجمعه 12 ديسمبر 2025 - 07:48 ص

الهروب الرابع للساحر الإيطالي يشعل مطاردة مكثفة من السلطات

ليلى زكريا

تعمل السلطات الإيطالية بشكل مكثف للعثور على شخص معروف بمهاراته في الهروب بعد فراره من الجناح شديد الحراسة بميلانو نهاية الأسبوع الماضي. تلك ليست المرة الأولى التي ينجح فيها الرجل في الهروب، فقد دخل في عملية بحث واسعة النطاق تُديرها الشرطة.

أطلقت قوات الشرطة الإيطالية دوريات أمنية ونقاط تفتيش فورية لتعقب السجين المتواري عن الأنظار، البالغ من العمر 41 عامًا. كان الخوف أن يتمكن من مغادرة إيطاليا قبل أن يتمكن أحد من العثور عليه. كانت السلطات في حالة استنفار شديد للعثور عليه سريعًا.

أُطلق على هذا السجين، الذي يدعى تاولانت توما، لقب «ساحر الهروب» من قبل الصحافة الإيطالية بسبب نجاحه في تنفيذ هروب مُحكم ومثير. استندت عمليته الأخيرة إلى استخدام تقنية ذكية يمكن أن تُشاهد في أفلام هوليوود، حيث استخدم أسلوبًا اعتمد على مجهود شخصي كبير وأدوات سرية.

قطع توما قضبان الزنزانة الحديدية مستخدمًا مبرد سرقه من الورشة، وتسلّق الجدار الخارجي باستخدام حبال مصنوعة من ملاءات السرير. كان الجدار يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، وتمكن من تجاوزه واختفى في الظلام، تاركًا الحراس في حيرة.

تم الحكم على توما بالسجن حتى أكتوبر 2048 بتهمة السرقة وجرائم أخرى، وهذا يفسر ربما محاولته الدائمة للهروب من المراقبة الأمنية الشديدة. البنية التحتية للسجن كانت تعيش مشكلات في الوقت الذي هرب فيه توما، مما سهل عليه تلك العملية الجريئة.

كان هروبه الأول من سجن تيرني في عام 2009، لكن شهرته تزايدت عندما هرب من بارما في فبراير 2013 مع زميله فامنتين فروكاي. لاحقًا، قُتل فامنتين في حادثة سرقة، مما زاد من تركيز الأضواء على توما.

بعد هروبه من بارما، استمر البحث عنه 40 يومًا حتى أُلقي القبض عليه في بلجيكا. لكن حتى البلجيكيون لم يتمكنوا من السيطرة عليه، حيث نجح في الهروب مرة أخرى بعد اعتقاله لبضعة أشهر فقط، مما أضاف بعدًا جديدًا لسجله المليء بالهروب.

وفي ميلانو، تقوم النيابة حاليًا بفحص تسجيلات الكاميرات في السجن لبحث ما إذا كان توما قد حصل على أي نوع من المساعدة الخارجية في عملية هروبه. تمثل الحادثة ثغرة كبيرة في منظومة الأمن للسجون الإيطالية.

تعاني سجون إيطاليا من تدهور هيكلي أثّرت على قدرتها على تأمين أجنحتها الأشد حراسةً. رُغم بنائه ليستوعب 918 سجيناً، كان يضم 1338 حين همّ توما بالهرب. إلى جانب نقص حاد في عدد عناصر الشرطة.

تصاعدت الانتقادات بشدة على نظام السجون من قبل النقابات، حيث يعتبرون أن الوضع يهدد بالسوء الحقوق الأساسية للسجناء ويضع الشرطة تحت ضغوط لا تحتمل. الحكومة الإيطالية تجد نفسها الآن في مواجهة انتقادات لاذعة بسبب سياساتها في مدار السجون على طول السنين الماضية.


مواد متعلقة