حاكم الشارقة يشهد إدراج الفاية بقائمة اليونسكو: الأرض لا تخون

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استثنائية موقع الفاية الذي لا يكتنز في صخوره فقط طبقات الزمن، بل يحمل حكايات عن أول حضور للإنسان في هذه الأرض.

خلال كلمته في الحفل الرسمي لإدراج الفاية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، قال: "نقف هنا أمام صفحات حية من كتاب الإنسان، كتاب يخبرنا كيف عاش وكيف واجه بيئته، وكيف حول التحديات إلى معرفة وصبر وبناء وحكمة".

استقبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كل من سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي "سفيرة الفاية للتراث العالمي"، ومسؤولون دبلوماسيون.

تناول القاسمي في كلمته قيمة المواقع التاريخية قائلاً: "القيمة الحقيقية للمواقع التاريخية ليست مادية بقدر ما هي ثقافية وإنسانية تمنح الإنسان القدرة على فهم مساره الطويل فوق هذه الأرض".

تابع سموه: "حين نحفظ هذه المواقع بدراستها وحمايتها، نحن لا نحفظ حجراً فقط، بل علماً متراكماً وخبرة إنسانية ممتدة تساعد الأجيال في فهم هويتها ودورها".

قال سموه أيضاً: "من هنا يكون للتراث موقع مركزي في المشروع الثقافي للشارقة، لأنه يمنح الثقافة جذورها والصورة المتكاملة للإنسان والمجتمعات".

تطرق القاسمي إلى جهود الباحثين: "من خلال التنقيب، كشفت الفاية عن أدوات حجرية دقيقة عمرها يتجاوز 200 ألف عام، مما يثبت وجود الإنسان في هذه المنطقة قبل زمان أطول مما كان يعتقد".

وأضاف القاسمي: "قدمت الفاية خريطة جديدة موثقة للهجرة البشرية، لتثبت أن الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممرًا بل موطنًا مبكرًا ومستقرًا للعيش".

واختتم كلمته قائلاً إن "الإدراج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي يعتبر هدية تقدم لهذه المنطقة تعبيرًا عن شكر للإسهامات التاريخية."

وجه القاسمي الشكر والتقدير للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وللهيئة وجميع الباحثين والمتخصصين المساهمين في هذا الإنجاز.

أقيم الحفل في مركز مليحة حيث دشن القاسمي نصب تذكاري بالإعلان، متلقى شهادة الإدراج من مدير مركز التراث العالمي لازار إليوندو، ما أبرز العالمية والمكانة لدولة الإمارات في صون الإرث الإنساني.

أعلنت الشيخة بدور خلال كلمتها عن إطلاق "منحة الفاية للبحوث"، مبادرة دولية تستمر لثلاثة أعوام لدعم الدراسات والباحثين الشباب.

أضافت: "أُعلن عن إدراج الفاية في 11 يوليو، ويعد خطوة تعزز من فهم الهجرة البشرية المبكرة وتكيف الإنسان ولهذا نعتبره شرفًا ومسؤولية."

تضمن الحفل عرضًا فنيًا وعلميًا متكاملاً، بدءً بفيلم وثائقي حول الفاية و"قصة الفاية" عرضًا على الواجهات الصخرية لموقع الفاية.