تألق معرض حبر الذهب في أبوظبي لمدة نصف عام
الخميس 09 أكتوبر 2025 - 12:07 ص

في ظل التقنيات والذكاء الاصطناعي المهيمنين، تفتح أبوظبي نافذة للماضي، محتفية بالمخطوطات التاريخية التي تعد جزءاً من الإرث العربي والعالمي، وتحتوي على كنوز العلم والمعرفة. تُسلط الأضواء على المخطوطات العربية والإسلامية، والتي شهدت افتتاح معرض "حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات". يقام المعرض في قصر الوطن بأبوظبي لمدة ستة أشهر، لعرض تراث المخطوطات، وتأثيرها العالمي.
يتزامن المعرض، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة ماكغيل الكندية، مع فعاليات "مؤتمر أبوظبي الدولي الرابع للمخطوطات"، في المجمع الثقافي على مدى يومين، تحت عنوان "جماليات الفنون البصرية في المخطوطات".
يضم معرض "حبر من ذهب" مجموعة نادرة من مكتبات أبوظبي، بفضل المساهمات من جامعة ماكغيل، ومتحف زايد الوطني، ومتحف اللوفر أبوظبي. يقدم للزوار فرصة للاطلاع على مقتنيات نادرة، وفي مقدمتها مقتنيات متحف زايد الوطني المتوقع افتتاحه خلال هذا العام.
يأخذ المعرض الزوار في رحلة عبر الإنجازات الفكرية والفنية في المخطوطات، مجسداً التراث الفكري للعالم الإسلامي، في مجالات كالعلوم والأدب، والدين، والفن، والفلسفة. يرتكز على مفهوم الكشف والإخفاء، محثاً الزوار على الاستكشاف، بالتركيز على أربعة موضوعات مهمة.
البداية مع "رحلة الخط العربي" التي تُظهر تطور الخط العربي من النقوش البدائية حتى إلى تقاليده المرموقة. يتجاوز الخط المكتوب حدود التواصل ليصبح هندسة للمعنى والشكل.
ثم "زخرفة الكلمة المكتوبة"، حيث تُعرض المخطوطات كتحف بصرية مزينة بالذهب والتصاميم الدقيقة. هنا، يحتفى ليس بما يُقرأ فقط، بل بطريقة الرؤية، لتتحول كل صفحة إلى عمل فني غني.
ينتقل المعرض بعد ذلك إلى "الحواشي في المخطوطات"، كاشفاً عالماً موازياً من المعرفة من خلال ملاحظات وشروح في الحواشي، تنير الحوارات بين الماضي والحاضر، وبين المعلم والطالب.
تُختتم الرحلة مع "الطباعة الحجرية"، ما يعطي تصوراً عن مستقبل المخطوطات وتراثها، وكيف تجاوبت تقاليدها مع الحداثة. وفرت الطباعة الحجرية أفقاً وانتشاراً للمخطوطات، لضمان استمرارها كمصدر للإلهام.
يبرز المعرض دور مكتبات أبوظبي في حفظ المخطوطات النادرة، كمستودعات للمعرفة التي تحفظ الفهم الجماعي للتراث العربي والإسلامي، وتحدد الهوية الوطنية، وتؤثر على المستقبل بالاستفادة من الماضي والحاضر.
أشار أكاديميون إلى أهمية المخطوطات كذاكرة اجتماعية، ودعاهم لجذب الأجيال الجديدة إلى علم المخطوطات مستفيدين من التطورات التقنية، لإنتاج نتائج أكثر دقة وأهمية.
من جانبه، أكد رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، أن تنظيم المؤتمر يعكس جهود الإمارة في دعم الحوار الحضاري وحفظ التراث، مشيراً إلى أن المخطوطات تعكس قوة الإبداع الإنساني.
ودعا رئيس مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر، إلى تعزيز تحقيق المخطوطات في العالم العربي مقارنة بالجهود الغربية، مشيراً إلى وجود جيل من المحققين الموهوبين الذين دمجوا الدراسات الجديدة بفضل وسائل وتقنيات متاحة.
وأشادت محمد المر باختيار موضوع المخطوطات الفنية للمؤتمر، مشيراً لقلة الدراسات بسبب الفهم الديني للفنون، آملاً أن تتبنى دائرة الثقافة والسياحة إصدار نسخة جديدة من مخطوطة "مقامات الحريري".
قال محمد خليفة المبارك: "نحن ملتزمون بتوفير منصة لتوسيع آفاق المشاركين، وتحفيز الجيل القادم ليكونوا حُماة لتراثنا، وتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتميّز الأكاديمي والثقافي".
مواد متعلقة
المضافة حديثا