معركة الأمازون: كيف تقاوم أمام 2312 موقع تعدين؟

منطقة الأمازون تتصارع مع تلوث الزئبق، حيث يوجد 2312 موقعاً لاستخراج المعادن بشكل غير قانوني، وذلك وفقاً لبيانات شبكة الأمازون للمعلومات الاجتماعية والبيئية الجغرافية المرجعية. يتسرب الزئبق من هذه المواقع إلى البيئة، ويبدأ رحلته الطويلة عبر مجتمعات السكان الأصليين.

توضح مديرة منظمة فرانكفورت لعلم الحيوان في كولومبيا، إسبيرانزا غوميز، أن الزئبق شديد التقلب وتأثيره أوسع مما يُعتقد. وقد درست المنظمة أكثر من 1200 عينة من الأسماك منذ عام 2023 حتى فبراير 2025 في مناطق السكان الأصليين، وكشفت أن نسبة من هذه الأنواع تحتوي على تركيزات زئبق أعلى من التوصيات الصحية العالمية.

تحدثت الدراسة عن وجود نهر "إيتيلا" بالقرب من متنزهات وطنية كبرى، حيث اكتشف الباحثون أن ثمة تركيزًا من الزئبق في الأسماك، رغم أن المحمية الأبعد عن مصادر التعدين. تسعى منظمة فرانكفورت لعلم الحيوان لاستكشاف أساليب الصيد واستهلاك الأنواع في تلك المجتمعات عن قرب، بالإضافة إلى قياس مستويات الزئبق.

قام أعضاء المجتمعات المحلية بجمع العينات تحت إشراف فريق علمي، وخُزنت العينات وأُرسلت إلى مختبرات جامعتين في شمال كولومبيا لفحصها. ووجد الباحثون أن أعلى تركيزات الزئبق كانت في محمية "لافيكتوريا"، وأدناها في محمية "موكاغوا".

تحدث العلماء عن محمية "إيل إيتيلا"، حيث وجدوا الزئبق بالرغم من عدم وجود تعدين قريب. يعتقدون أن هذه المنطقة محاطة بعوامل تسببت في إزالة الغابات، مما يطلق الزئبق في الجو. لكن هذا لا يزال بحاجة لمزيد من الدراسة لمعرفة مقدار التأثير الحقيقي على السكان المحليين.

تُظهر دراسات الزئبق أن الأنواع ذات التركيزات الأعلى لها صلة بالأسماك التي تفترس غيرها وتكون عادة كبيرة الحجم. لحسن الحظ، لا يمثل هذا النوع الغذاء الرئيسي في تلك المحميات، بسبب تنوع النظام الغذائي للسكان المحليين.

أهمية التنوع الغذائي تظهر في الحماية من التلوث بالزئبق، إذ أنهم يحتفظون بأساليب الصيد التقليدية، كما تشير غوميز إلى أهمية صيد الأسماك من مصادر متنوعة لتقليل التلوث.

يستخدم الباحثون تصنيفًا خاصًا لكل محمية حسب تركيز الزئبق في الأسماك، مشابهًا لإشارة المرور: اللون الأحمر يدل على مستويات عالية من الزئبق، والبرتقالي على مستويات متوسطة، بينما الأخضر يعني مستويات منخفضة. تركز هذه النتائج على التنوع الغذائي الذي توفره أنهار الأمازون.