التحديات الجمالية تعرقل تركيب المكيفات في مباني لندن التاريخية
السبت 23 أغسطس 2025 - 11:10 ص

في الوقت الذي يُكافح فيه سكان لندن للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، يجد بعض سكان المدينة الأثرياء أن المال لا يكفي دائماً لتحقيق الراحة التي ينشدونها. ويُحدث تغير المناخ تغييراً جذرياً في تجربة العيش في العاصمة البريطانية، مع ازدياد الطلب على وحدات تكييف الهواء في المنازل الفاخرة.
يقول ريتشارد جيل، مدير شركة "بول آرتشر ديزاين"، إن وحدات التكييف كانت طلباً نادراً في الماضي، لكن في الوقت الراهن يرغب نحو 30% من عملائه بتركيبها، معظمهم من ذوي الدخل المرتفع في لندن. رغم الرغبة الشديدة بامتلاك المكيفات، إلا أن الحصول عليها ليس مضمونا للجميع.
يلخص جيل العقبات التي تواجه سكان لندن في تركيب وحدات التكييف حيث تتراوح بين القيود الفنية والجمالية في المباني القديمة إلى رفض المجالس لدعوات البرودة، حتى وإن كانت درجات الحرارة قاربت 40 درجة مئوية.
أحد عملاء جيل يقيم في منزل تاريخي بشمال لندن وواجهت طلباته لتركيب التكييف في عام 2022 بالرفض، إذ اعتبر المجلس أن الحرارة لن تزيد بشكل غير مريح. قال جيل إن العميل شعر بالإحباط لأن أطفاله لم يناموا بشكل جيد وهو يعمل لساعات طويلة.
وبحسب غاري وودوارد من شركة "إيركونكو"، أصبحت العقارات في لندن الآن شديدة الحرارة خلال الصيف، إلا أن القيود تمنع أو تؤخر تركيب المكيفات في نسبة تتراوح بين 30% إلى 40% من الوحدات السكنية.
مثال على ذلك، رفض طلب آخر في "كامدن" لتركيب وحدتي تكييف بسبب الضوضاء والمخاوف الجمالية. وقد أُرفق الطلب بصور تُظهر خريطة حرارة تتعدى 25 درجة مئوية في غرف النوم المُواجهة للجنوب.
التقرير المُستند إلى طلب العائلة أوضح أنهم يعانون من مشكلة جادة في ارتفاع الحرارة داخل العقار، والتي لا تُبقي درجات الغرف ضمن مُستويات آمنة، مؤكداً أن السلامة يجب أن تكون الأولوية.
كلير كوتينيو، وزيرة الطاقة في حكومة الظل المحافظة، انتقدت اللوائح الحالية بشدة، محذرة من أن البيروقراطيين يُعيقون وصول الناس إلى التكييف.
في حالة أخرى السنة الماضية رفض احتواء وحدة سكنية على السطح في مجلس "كينسينغتون وتشيلسي" بسبب انتقادات الجيران للمشروع، مشيرين إلى أنه سيكون مصدر إزعاج.
تصريحات الناطق باسم مجلس "كينسينغتون وتشيلسي" أظهرت أن القيود في المناطق ذات الأهمية المعمارية أو التاريخية تكون أشد صرامة.
الأمثلة تُبرز تجاهل تغيّر المناخ للفروق الديموغرافية، مع تسبب الاحترار بكافة أنحاء البلاد في صعوبات للجميع، مما يبرز الحاجة الملحة للتغلب عليها.
إميلي كارلايل من هيئة الأرصاد الجوية أشارت إلى كون درجات الحرارة كانت أعلى من المتوسط خلال السنوات الماضية، مما يعكس استمرار الدفء وتغير المناخ.
تقرير حكومي لعام 2022 أوضح أن أقل من 5% من الأسر البريطانية كانت تمتلك مكيفات، وبينما تعاني 55% من المنازل من ارتفاع درجات الحرارة داخل الغرف.
دراسة شركة "أروب" بينت أن مشكلة الحرارة داخل المملكة المتحدة تفاقمت، وكانت التقديرات تظهر بأن الطلب قد يرتفع في المستقبل القريب.
الاتجاه السائد في جميع أنحاء أوروبا كان زيادة الطلب على تكييف الهواء، كما أكد سيمون بيزوتو من مركز أبحاث "يوراك".
التكيف مع المذكور يتطلب تحولاً نحو نمط تبريد، خاصة في المدن الشمالية لأوروبا التي ليست مجهزة لذلك، وهذا يبرز أهمية التخطيط السليم لمواجهة المستقبل.
مواد متعلقة
المضافة حديثا