نجاح الرحلة التجريبية يعيد مركبة ستارشيب إلى المسار المطلوب

منذ إنشائها في عام 2002، كانت شركة "سبيس إكس" تتبع نهج "الفشل السريع والتعلم السريع". شهدت الأشهر الماضية بعض الإخفاقات الملحوظة، حيث انتهت محاولتان تجريبيتان لصاروخ "ستارشيب" بانفجاره فوق البحر الكاريبي. في مايو، تسببت تسربات الوقود في فقدان السيطرة على الصاروخ أثناء عودته. في يونيو، انفجر الصاروخ أثناء اختبار أرضي. في رحلة اختبار أخرى في 26 أغسطس، نجح "ستارشيب" أخيرًا في العودة إلى موقع الإطلاق وهبط في خليج المكسيك. أدى الصاروخ مهمته بإطلاق ثمانية أقمار اصطناعية وهمية، وأثبت كفاءته في إعادة تشغيل محركاته. لا تزال "سبيس إكس" و"ناسا" تستثمران في نجاح "ستارشيب" لأهميته في تحقيق أهدافهما المستقبلية. تريد "ناسا" استخدام إصدار معدل من "ستارشيب" لنقل رواد الفضاء إلى القمر. على الرغم من التحديات، تخطط "سبيس إكس" للانتقال إلى إصدار جديد "بلوك 3" بمزايا محسّنة، ولكن الانتقال مثل خط الانتاج الماضي قد لا يكون سلسًا. "ستارشيب" قادر على الوصول إلى الفضاء، لكنه لا يحمل وقودًا كافيًا للوصول إلى المريخ أو القمر. تسعى "سبيس إكس" لحل مشكلة الوقود من خلال استراتيجيات التزود بالوقود في المدار باستخدام صواريخ إضافية. يستغرق تنفيذ هذه الاستراتيجية عدة تجارب قبل أن تعتمدها "ناسا" بشكل كامل. الجدول الزمني الطموح لـ "سبيس إكس" يواجه تحديات، حيث يأمل إيلون ماسك في إرسال "ستارشيب" غير مأهولة إلى المريخ بحلول أواخر عام 2026. سيتم التجهيز لهبوط مركبة "ستارشيب" على القمر في نفس العام. على الرغم من الصعوبات، تتناسب طموحات "سبيس إكس" مع إنجازاتها، فقد بنت مصنعًا ضخمًا للصواريخ في "تكساس". تضيف الشركة منصات إطلاق جديدة بهدف زيادة وتيرة إطلاق الصواريخ من تكساس وفلوريدا. لم تمنع هذه النكسات مستثمري "سبيس إكس"، حيث تقدر قيمة الشركة بـ 400 مليار دولار. النجاح الأخير يعزز فرص "سبيس إكس" للقيام برحلة أخرى لتحسين أداء "ستارشيب". "ستارشيب" لم تجري أي رحلة منذ نوفمبر 2024، وتعتبر المركبة المرشحة لنقل البشر إلى المريخ. الهندسة الخارقة لـ "ستارشيب" تعد بالدفع بالمركبة نحو الفضاء برؤية طموحة. مع الارتفاع الذي يبلغ 121 متراً والقوة الهائلة عند الانطلاق، يعتبر "ستارشيب" أكبر صاروخ تم بناؤه على الإطلاق. تهدف "سبيس إكس" إلى تزويد وقود "ستارشيب" بصواريخ إضافية للمهمات الطويلة في الفضاء.