قلق بشأن اتجاه أوروبا الشرقية تجاه أوكرانيا
الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 02:56 م

قد يشكل نقض الرئيس البولندي الجديد، كارول ناوروكي، لمشروع القانون الذي يهدف إلى تمديد الدعم المالي للاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب، وربما وقف التمويل البولندي لخدمة الإنترنت ستارلينك الأوكرانية، درساً من التاريخ المعاصر. إنه ليس مجرد حدث سياسي لاستعراض مسألة دعم اللاجئين الأوكرانيين ومخاوف التركيز على مشكلاتهم.
حدث الأمر بعد أن وقفت المجر بجانب روسيا في النزاع الدائر، حيث ضاعفت وارسو مشترياتها من الطاقة من موسكو بعد الصراع، ومنعت الدعم عن أوكرانيا، وأرسلت عملاء للتجسس على ترانسكارباثيا الأوكرانية للتحقيق في استجابة المحليين في المنطقة لضمهم المحتمل للمجر الكبرى.
سجل سلوفاكيا لم يكن أفضل بكثير. حيث يعتبرون من أوائل الدول التي قدمت طائرات مقاتلة ودعم دفاع جوي لأوكرانيا، ولكن حكومة البلاد الحالية تعمل كداعم لمصالح روسيا في الاتحاد الأوروبي.
بولندا، وكقوة إقليمية تتمتع بعلاقة متوترة مع روسيا، تختلف بشكل جوهري عن المجر وسلوفاكيا ومع ذلك، فإن القلق يتزايد حيال النقض البولندي على الدعم الأوكراني. أي تردد أو اختلاف في سياسات بولندا بشأن قضايا حاسمة مثل أوكرانيا سوف يتردد صداه خارج حدود البلاد.
في الانتخابات الأخيرة، كان الفائز من حزب القانون والعدالة مدعوماً بمرشحين يمينيين حصلوا معاً على تقريباً 20% من الأصوات. ولا يُظهر هؤلاء المرشحان تفهماً كافياً لأهمية الوضع في أوكرانيا. يظهر الأول مشغولًا بمواجهته الاتحاد الأوروبي، والثاني معاد بشدة لأوكرانيا.
لكن حزب القانون والعدالة بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي لم ينخرط في التفكير الشعبوي المعادي لأوكرانيا بشكل كبير. كاتشينسكي شخصياً فقد شقيقه التوأم في حادثة تحطم طائرة في روسيا عام 2010، ولا يزال البعض في بولندا يعتقد أنه لم يكن مجرد حادث عابر.
تعمل الأحداث السياسية في بولندا على تآكل السيطرة القوية التي كان يتمتع بها كاتشينسكي على حزبه، الأمر الذي يجعل الأفق السياسي في بولندا معقداً. ناوروكي ليس سياسياً حاذقاً مثل الرئيس السابق أندريه دودا، العضو في نفس الحزب، الذي استطاع تجاوز السياسة الحزبية في اللحظات الحاسمة.
غياب دور بارز لبولندا بسبب الخلافات بين مكتب الرئيس والحكومة، كان واضحاً أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس الأوكراني زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين للبيت الأبيض في مفاوضات السلام.
في دول البلطيق، تعتبر روسيا تهديداً وجودياً مباشراً، فالائتلاف الحاكم المعاد تشكيله في ليتوانيا بقيادة الاشتراكية الديمقراطية إنغا روجينيني، يضم حالياً اتحاد المزارعين والخضر الليتوانيين وبعض البرلمانيين الذين لهم آراء تصالحية مع الماضي السوفييتي.
على الرغْم من تعهدات وزير الدفاع الجديد بالتركيز على الدفاع الوطني، فإن البرلمانيين الحلفاء في البرلمان يعارضون المشاركة في بعض التحالفات مع الناتو ويدعمون بعض السياسات الموالية لروسيا.
بعض النواب في ليتوانيا تحدثوا صراحة عن فكرة الانسحاب من الناتو وبناء تحالف مع روسيا، وكذلك دعموا القمع في بيلاروسيا بعد انتخابات 2020.
كما عادت الأهمية إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة في جمهورية التشيك التي قد تعيد رئيس الوزراء السابق أندريه بابيش إلى السلطة، والذي من المحتمل أن يدعو إلى تقليل الدعم المقدم لأوكرانيا.
يستمر الغرب في الاعتماد بشكل كبير على القيادة الأميركية لتوجيه التحالفات الداعمة لأوكرانيا. وفي ظل الغياب أو التردد في القيادة، قد يشهد التحالف الداعم لأوكرانيا تراجعاً ملحوظاً في الإرادة المشتركة لبذل مزيد من الجهود الداعمة.
في النواحي السياسية الأوروبية، شهد حزب بابيش تحالفات جديدة مع مجموعات متباينة الرؤى والمؤيدة لروسيا علناً. بينما شكل البولنديون ودول البلطيق والتشيك دائماً العمود الفقري للتحالف الإقليمي الداعم لأوكرانيا.
يبقى موقف التحالفات في أوروبا قائماً على إشارات القيادة الأميركية، وإذا تقلص الدعم أو وجد من الأراضي الأوروبية، فسنرى تأثيراً كبيراً على الأمان الأوروبي فضلاً عن تبريرات استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة.
بعض الحكومات قد تجد نفسها مضطرة للتكيف مع تلك الحقائق الجديدة في غياب الدعم الأميركي، وقد يضعف التصميم الأوروبي على مساعدة أوكرانيا، الأمر الذي سيكون له تبعات غير مواتية للمصالح الأوروبية والأميركية المشترك.
مواد متعلقة
المضافة حديثا