ثقب الجسم: صيحة موضة محفوفة بالمخاطر الجلدية الدائمة

السبت 20 ديسمبر 2025 - 10:33 م

ثقب الجسم: صيحة موضة محفوفة بالمخاطر الجلدية الدائمة

عبد الله الغافرى

تعرض بعض الأشخاص الذين قاموا بتثقيب الأذن أو الأنف لمشاكل صحية كبيرة، تضمنت التهابات حادة وتلف في الأنسجة، وتمزق شحمة الأذن نتيجة الثقب غير الصحيح. يعاني بعضهم من الحاجة لعلاج طويل الأمد أو تدخل جراحي، بينما تطورت حالات أخرى إلى فقدان جزء من الغضروف أو تشوه دائم في شكل الأذن. الأطباء والمختصون يحذرون من تنامي ظاهرة ثقب الأذن والأنف أو ما يعرف بـ "البيرسينج"، ويشددون على ضرورة اعتبار هذا الإجراء سياقًا طبيًا وتجميلًا وليس مجرد موضة. تشدد النصائح على الاعتدال وعدم الإكثار من الثقوب، لتجنب المشاكل الجلدية المزمنة والتشوهات الدائمة في المظهر. ويُشير المختصون إلى أن ثقب الأذن والأنف أصبح رائجًا بين النساء والشباب، وغالبًا ما يكون الهدف منه التعبير عن الذات أو تقليد الموضة. المخاطرة الحقيقية ليست في الثقب ذاته، بل في مكانه وكيفية إجرائه، لذا يؤكدون ضرورة استخدام مراكز طبية مرخصة ومعقمة. العديد من الأفراد يتأثرون بالثقافات الأجنبية والأعراف الجديدة، مما يدفعهم لتجربة الثقب رغبةً في لفت الانتباه أو تقليد المشاهير. ويؤكد الدكتور عبدالرزاق جرعتلي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، على زيادة طلب ثقب الأذن والأنف مؤخرًا بين النساء والشباب، محذرً من المخاطر الصحية. يشدد على أن الثقب يجب أن يتم في أماكن مرخصة ومجهزة طبيًا لتجنب الالتهابات والنزيف والتفاعلات التحسسي. العدوى الناتجة عن الثقب قد تمتد أحيانًا إلى الغضاريف أو الأنسجة العميقة، خاصة عند ثقب الأنف الذي قد يصل العدوى فيه إلى الجيوب الأنفية. التدخل الطبي ضروري عند شعور بألم شديد يواصل التزايد أو تورم واضح أو إفرازات قيحية أو تغيير ملحوظ في شكل الأذن أو الأنف. ينصح بتأجيل عمليات ثقب الغضروف للأطفال والشباب، نظرًا لاستمرار نمو الغضروف في هذا العمر، مما يزيد من خطورة العدوى. تعتبر حالات عديدة لمضاعفات خطيرة بسبب الثقب، تتضمن الالتهابات الغضروفية التي تتطلب جراحة، أو فقدان أجزاء من الغضروف وتشوه الأذن. الدكتورة شهرزاد مجتبوي، اختصاصية الطب التجميلي، تؤكد انتشار ثقب الأذن والأنف كلغة للتعبير عن الذات، خاصة بين الأجيال الشابة. المشكل ينشأ من طريقة تنفيذ الثقب والمكان الذي يتم فيه، مما قد يؤدي لندبات متضخمة أو كيلويد أو تلف الغضروف. فئات معينة يُنصح بتجنب الثقب لديها، منهم من لديهم تاريخ مع ندبات الكيلويد ومرضى السكر والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. تظهر بعض الحالات مع مضاعفات كبيرة مثل الكيلويد والتهابات أدت لتلف الأنسجة أو تمزق شحمة الأذن بسبب الأوزان الثقيلة للأقراط. النهج الصحيح يحدد نتائج أفضل، مع الالتزام بالتعقيم والتدخل المبكر عند ظهور مشكلات، لمنع التشوهات والندبات الدائمة. أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور أنور الحمادي يؤكد أن الأزياء يمكن أن تكون مبالغ فيها، خاصة عند استخدام الثقوب كوسيلة للزينة. الثقوب المتعددة، خاصة في الأذن، تزيد من خطر الالتهابات البكتيرية وردود الفعل التحسسية من المعادن المستخدمة. الندبات الثقيلة كـ "الكيلويد" هي أحد أسوء المضاعفات طويلة الأمد لثقب الأذن، وهي رد فعل شديد من الجسم. الأفراد أصحاب البشرة السمراء ومن لديهم خلفية وراثية هم الأكثر عرضة لكيلويد، خاصة مع تعدد الثقوب. العلاج يتضمن حقن الكورتيزون الموضعي، لتقليل الندبات والألم، مع أنه يفضل تجنب الجراحات بسبب خطر العودة. توازن عدد الثقوب أمر بالغ الأهمية لتجنب التحول الجمالي إلى مشكلة جلدية، وفق ما يشير إليه الحمادي. الحصة الرئيس، الاختصاصية النفسية، تشير إلى أن تأثير الثقافات والعادات الأجنبية يعكس رغبة بعض الشباب في تعزيز هويتهم. السلوك هذا يعكس أحيانًا ضعف الثقة بالنفس أو نيل القبول الاجتماعي، وقد يصاحبه أحيانًا توتر نفسي. الأضرار النفسية تتراكم بسبب الضغوط الاجتماعية ووسائل التواصل، وتتزايد بسبب قلق الشخص حيال النظرة العامة. لطالما ارتبطت فترة المراهقة بالبحث عن الهوية والاستقلال، مما يجعل الثقب أحد الوسائل لجذب الانتباه. قرارات الثقب التجميلية تحتاج لوعي بالعواقب لتفادي ندم متوقع أو انخفاض في التقدير الذاتي. الحماية من القلق تتطلب توجيهًا أسريًا ووعيًا نفسيًا لحماية الشباب من اتخاذ قرارات اندفاعية. الأفراد قد يعانون من مشاعر ضيق أو ندم بعد مضاعفات الثقب، والحل يكون بالدعم النفسي وتقبل الذات. قبل اتخاذ الخطوة، التفكير في الدوافع الشخصية، والتأمل في الضغط الاجتماعي أو الاندفاع اللحظي. ثقب غضروف الأذن أو الأنف هو الأخطر مقارنة بثقب شحمة الأذن، وفق ما يوضح الدكتور جرعتلي. الغضروف ضعيف في التروية الدموية، مما يعقد الالتهابات ويبقيها أطول في الجسم. المضاعفات تشمل التهابات غضروفية وتشكيل خراجات وتشوه دائم أو الجوء لجراحة.

مواد متعلقة