"مؤتمر آيكوم دبي 2025: نحو تجارب تعليمية مبتكرة في المتاحف"

الخميس 13 نوفمبر 2025 - 09:45 م

مؤتمر آيكوم دبي 2025: نحو تجارب تعليمية مبتكرة في المتاحف

مريم صوفان

واصل المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف آيكوم دبي 2025، الذي يقام في دبي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، فعالياته بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم. وركزت نقاشات اليوم الثاني على تجارب التعليم المتحفي وأهمية تفعيل الحوار المناخي وتعزيز التعاون العالمي.

بدأت فعاليات اليوم الثاني بكلمة ترحيبية من هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي ورئيسة اللجنة التنظيمية لآيكوم دبي 2025. أكدت بدري أن فوز دبي بهذه الاستضافة هو نتيجة رحلة طويلة من الإيمان والرؤية والعمل الجاد، حيث نهجت دبي في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المدرسة التي علمتنا أن المجد يُصنع بالعزيمة والشغف والمسؤولية.

وقالت هالة بدري: بقيادة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، كانت هناك بداية مسيرة ملهمة لاستقطاب هذا الحدث العالمي الكبير برؤية طموحة تؤمن بأن الثقافة قوة تصنع المستقبل، وأن الإبداع جسر يعبر بنا نحو عالم أكثر إشراقا وإنسانية.

أشارت بدري إلى أن الطريق نحو آيكوم دبي 2025 كان يمثل محطة ملهمة جسدت ما يمكن تحقيقه حين تتحد الرؤية والإرادة. وأضافت: عبر هذه الرحلة حددنا محاور المؤتمر وبرامجه العلمية والمعرفية التي تمثلت في التراث غير المادي، والتقنيات الحديثة، وقوة الشباب.

ألقي مساعد وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية، راكان بن إبراهيم الطوق، كلمة رئيسية قال فيها: نعيش اليوم في مجتمعات تتغير بسرعة، ويتزايد فيها الوعي الثقافي، وأصبح الاتصال وتدفق المعلومات جزءا ثابتًا في حياتنا.

أضاف الطوق أن دور المتحف يكمن كمركز فكري يساهم في تحليل وإعادة قراءة السرديات التاريخية للوصول إلى مفاهيم جديدة. كما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل على بناء منظومة تربط المتاحف الوطنية والمتخصصة لتكون عناصر فعالة في المشهد الثقافي الوطني.

تابع الطوق: مسؤوليتنا لا تقتصر على الحفاظ على التراث ولكن أيضًا على إشراك المجتمع في سرده وصياغة معناه، وإعادة تعريف مفهوم المتحف من مستودع للمقتنيات إلى منارة ثقافية ومجتمعية تشجع التشارك والابتكار. أكد الطوق أن متاحف اليوم تُبنى لمجتمعات تعيش في عالم متغير.

ألقت كاميني ساوني، المدير المؤسس لمتحف التصوير الفوتوغرافي في بنغالورو، كلمة رئيسية بعنوان "لِمَن هذا المتحف حقًا؟"، وناقشت فيها كيف يمكن للمتاحف أن تُعزز ثقة الجمهور من خلال إعادة النظر في طبيعة علاقاتها مع المجتمعات.

ركزت جلسات اليوم الثاني على سبل تكيف قطاع المتاحف مع التحولات المتسارعة، وقدرته على مواكبة تغير القيم الاجتماعية والمعايير الثقافية والديموغرافية في المجتمعات حول العالم. عقدت لجنة الشباب في المجلس الوطني للتراث في سنغافورة دورة تدريبية متقدمة بعنوان "التوجيه العكسي: تمكين الشباب للمتاحف والتراث".

شارك في الدورة آرثر تان وروزان لو وجيريمي هاو ورايس رايان وليم شينغ يي وهاريك كوه. بالتوازي مع جلسات المؤتمر، استضاف معرض المتاحف مجموعة من التجارب الثقافية التفاعلية المستلهمة من التراث الإماراتي، حيث قدم مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية عروضًا للصناعات الحرفية التقليدية.

قدمت عروض تطريز التلي من مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الثقافي الحضاري، إضافة إلى جلسات رسم الحناء مع الدكتورة عذراء خميسة. استمتع الزوار بتذوق نكهات القهوة مع خالد الملا واستكشفوا جماليات الحرف اليدوية في جناح صناعة الميداليات الذي قدمته مبادرة "أهلاً وسهلاً".

كان من أبرز محطات المعرض تجربة صناعة العطور التي نظمتها منى حداد، حيث أتيحت للحضور فرصة ابتكار عطورهم الخاصة. قدمت الشيف آمنة، بالتعاون مع الشيف فيصل، تشكيلة من المقبلات والمأكولات المحلية التي أضفت بُعدًا ثقافيًا مميزًا على التجربة.


مواد متعلقة