مارسيل خليفة يحيي ليالي الغناء في دبي بأوتار عوده
الإثنين 22 ديسمبر 2025 - 11:54 م
هل من مكان اليوم للشعر والموسيقى واللغة وسط هذا المشهد المرعب من الدمار والأنقاض والركام؟ وبعد عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى واللاجئين، من يستطيع أن يكتب قصيدة أو يغني، وهو يعيش الموت، فذلك هو الخلاص.
بهذه الكلمات بدأ الفنان مارسيل خليفة الجلسة الحوارية الثقافية التي أقيمت مؤخراً في مكتبة محمد بن راشد في دبي تحت عنوان "ألحان تنبض بالعربية"، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من هذا الشهر.
وذكر مارسيل خلال الجلسة التي لم تخل من الغناء، حيث عزف على العود وغنى بعض أعماله الشهيرة، أن "اللغة والشعر هما الخلاص من سوء الواقع وعجز الحقيقة". كما أكد أن حضوره الجلسة ينبع من وجود الأمل في هذا الزمن ودعم فلسطين ولبنان.
ألقى مارسيل في بداية الجلسة كلمة تحدث فيها عن اللغة العربية وأهميتها وكيف عبروا من خلالها عن صور متعددة وتغنوا بالحبيبة. مشدداً على أهمية الشعر في مسيرته، مستعرضاً قصائد مثل "أنا يوسف يا أبي"، و"أندلس الحب".
وكشف مارسيل عن أن أقرب قصيدة إلى قلبه هي "أحن إلى خبز أمي" موضحاً أن هذه القصيدة تعنيه لأنها ترتبط بوالدته التي كانت الداعم الأول لموهبته. أمه أدركت موهبته الموسيقية وأصرت على أن يلتحق بمعهد موسيقي.
أما أغنية "منتصب القامة أمشي" لسميح القاسم، فقد لحّنها مارسيل على مقام الرست أثناء الفترة القاسية لاجتياح بيروت في الثمانينات، ليراها نشيداً عربياً يُغنى في كل مكان بأسلوب مغاير للأناشيد العسكرية.
من هنا بدأت العلاقة بين مارسيل والشاعر الراحل محمود درويش، مستذكراً معها صباحات اللقاءات الأولى ومعاتبته من درويش على تلحين القصائد دون إذنه، ومن ثم تكوّن الصداقة حتى وداعه الأخير في عمّان.
أعلن مارسيل عن انتهاء عمل "الجدارية" الشعرية، قائلاً إنها تتضمن أكثر من 100 صفحة، تشمل مواضيع متعددة مثل الحياة والموت، مع استخدام الأوركسترا والكورال، مستعيناً بصوت درويش لنسج العمل الشعري الموسيقي.
أكد مارسيل أن القصيدة عندما تتحول إلى أغنية تصبح أقرب إلى الناس، فالجمهور يتفاعل أكثر مع الموسيقى، كما أن للموسيقى والشعر علاقات متبادلة. يرى أن للشعر والموسيقى تأثير خاص بجمهورهما.
وعرض جماليات الأهازيج القديمة في التراث الخليجي، مؤكداً أن هناك تراثاً مهماً في الخليج يتطلب التجديد، مثل الأغاني المتعلقة بصيد اللؤلؤ، داعياً لإنتاج أعمال فنية مبهرة تعتمد على هذا التراث.
مارسيل خليفة على العود وبعض أعماله المشهورة مثل "يطير الحمام". تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الأغنيات، مما جعله يعيد تقديم بعض من أروع قصائد محمود درويش مثل "ريتا والبندقية" و"أحن إلى خبز أمي".
قال مارسيل إنه لا يخشى من تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الموسيقى، لأن العمل الفني يتطلب الموهبة التي لا يمكن للآلة أن تحل محلها. يرى أن الخطأ الإنساني جزء جميل وأساسي من العملية الفنية.
أكد مارسيل أن الإحساس والتصور الإنساني في الفن لا يمكن أن يعوضه الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أهمية التفاعل الإنساني الحي في محطات الفن المختلفة، معتبراً أن كل أغنية وقصيدة تكتب الآن تعتبر شمس تعيدنا إلى الحياة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا