غزة تواجه مجاعة: إعلان أممي غير مسبوق في الشرق الأوسط

الجمعه 22 أغسطس 2025 - 05:08 م

غزة تواجه مجاعة: إعلان أممي غير مسبوق في الشرق الأوسط

منى شاهين

أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميا يوم الجمعة، لتكون هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن مجاعة من هذا النوع في الشرق الأوسط. حذر خبراء الأمم المتحدة من أن 500 ألف شخص في غزة يعيشون في وضع "كارثي"، محملين إسرائيل المسؤولية عن عرقلة دخول المساعدات.

ذكر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن المجاعة "كان من الممكن تفاديها لو تسنى لنا القيام بذلك. غير أن المساعدات الغذائية تتكدس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة من إسرائيل"، مؤكدا أن هذه المجاعة "ينبغي أن تؤرقنا جميعاً".

أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من إسرائيل التي ندّدت بما اعتبرته انحيازا واستنادا إلى "أكاذيب حماس"، وأكدت وزارة خارجيتها أنه "لا توجد مجاعة في غزة".

بعد تحذيرات لعدة أشهر بخصوص خطر انتشار المجاعة في قطاع غزة، أكدت هيئة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التي تتخذ من روما مقرًا لها، أن المجاعةمنتشرة في محافظة غزة ومن المتوقع أن تبدأ في الانتشار في دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر.

تشكل محافظة غزة حوالي 20% من مساحة القطاع الفلسطيني، وإذا أضفنا خان يونس (29,5%) ودير البلح (16%)، يصل إجمالي المساحة إلى (65,5%)، أي ما يقارب ثلثي قطاع غزة الذي يمتد على 365 كيلومتر مربع ويعيش فيه أكثر من مليوني نسمة.

حذر خبراء الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يعيشون في ظروف وصفت بأنها "كارثية"، وهو أعلى مستوى في التصنيف المعروف اختصارا بـ"آي بي سي" والذي يتميز بالمجاعة والموت.

توقعت الهيئة أن يرتفع عدد الأشخاص المتضررين الذي يستند إلى بيانات حتى 15 أغسطس إلى حوالي 641 ألف شخص بحلول نهاية سبتمبر.

خلصت الهيئة إلى أن تدهور الأوضاع يعد الأسوأ منذ بدء تقييم الوضع في غزة.

وترجع الهيئة هذا الوضع إلى تصعيد العمليات العسكرية في الأشهر الماضية، ما أدى إلى نزوح كبير مع تقييد وصول المساعدات الغذائية بقرار من السلطات الإسرائيلية.

في بداية مارس، فرضت إسرائيل حظرا كاملا على دخول المساعدات إلى غزة، وسمحت في أواخر مايو بدخول كميات محدودة جدا من الإمدادات، مما تسبب في نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية والوقود.

تتهم إسرائيل التي تتحكم في منافذ غزة حماس بنهب المساعدات، فيما تنفي حماس ذلك. وتزعم إسرائيل أن المنظمات الإنسانية لا تقوم بتوزيع المساعدات، في حين ترى الأخيرة أن القيود الإسرائيلية على نقل المعونات تجعل توزيعها شديد الخطورة في ظل ظروف الحرب.

أدى هجوم حماس على إسرائيل إلى مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.

تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة بمقتل 62192 شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.


مواد متعلقة