تطور مذهل في علاج مشكلات الكوليسترول العالي

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 06:13 م

تطور مذهل في علاج مشكلات الكوليسترول العالي

عادل جمال

يُعَد ارتفاع الكوليسترول الضار سبباً رئيسياً لتضييق الشرايين الإكليلية المغذية للقلب والشرايين السباتية المغذية للدماغ وكل شرايين الجسم الأخرى، مما يؤدي إلى تضيق هذه الشرايين وانسدادها، والذي قد يُسبِّب جلطات قلبية أو دماغية أو تموت الأطراف السفلية (غرغرينا) والتقرحات.

تتمثل المعالجة الأساسية لخفض الكوليسترول الضار في استخدام مركبات الستاتين، إلى جانب الالتزام بالحمية وممارسة الرياضة. لكن قد يعاني البعض من آثار جانبية مثل الألم العضلي أو عدم كفاية هذه الأدوية لخفض الكوليسترول الضار بفعالية.

شهد علاج ارتفاع الكوليسترول تقدماً كبيراً بفضل الأدوية التي تُحقن تحت الجلد. هذه الأدوية أثبتت فعاليتها العالية وقلة الأعراض الجانبية. من أبرز هذه الأدوية "إيفولوكوماب" والدواء الثاني المعروف بـ"أليروكوماب".

تعمل هذه الأدوية عبر ضبط بروتين يُسمى PCSK9 مما يجعل الكبد أكثر فعالية في إزالة الكوليسترول الضار من الدم. تُعطى هذه الحقن مرة أو مرتين شهرياً، وقد أظهرت فعاليتها وقدرة المرضى على تحملها بشكل جيد. ومن خلال تجربتي الشخصية، استخدمت هذه الأدوية للمرضى على مدى السنوات العشر الماضية بنجاح كبير.

يوجد نوع جديد اسمه "إنكليسران"، يعمل هذا الدواء عبر خفض إنتاج بروتين PCSK9، وتُعطى الحقنة تحت الجلد مرتين سنوياً فقط، وقد خفضت مستوى LDL إلى النصف على عدد كبير من المرضى، وأكدت التجارب سلامتها.

تكمن المشكلة الرئيسية في هذه الحقن في ثمنها المرتفع الذي يحد من انتشارها، ولكن ربما تصبح أكثر شيوعاً مع انخفاض سعرها وتوافرها على نطاق أوسع. وفي كثير من الحالات، يمكن إعطاؤها بجانب الستاتين لبعض المرضى الذين لا ينخفض لديهم الكوليسترول بشكل كافٍ.

تُضاف هذه الإبر لخفض الكوليسترول إلى المستويات المطلوبة لدى الغالبية من المرضى. وبناءً على التوصيات الحديثة من جمعية القلب الأمريكية وجمعية القلب الأوروبية، يجب أن يكون مستوى الكوليسترول الضار أقل من 55 ملغ/ ديسيلتر لدى المرضى الذين يعانون من تضييق في شرايين القلب أو الدماغ أو أي شرايين أخرى في الجسم.

الكثير من المرضى بحاجة إلى دمج مركبات الستاتين مع أدوية أخرى لخفض الكوليسترول، نظراً لصعوبة الوصول إلى هذه المستويات باستخدام مركبات الستاتين وحدها.


مواد متعلقة